مجرد رأي…اجتماع طهران والمبادئ السته

كان لخبر تمثيل مصر في الاجتماع الوزاري للدول المصدرة للغاز والمنعقد في طهران وقعاً غريباً في ظل هذه الاجواء الملتهبة التي تمر بها المنطقة . ومن يفصل صناعة البترول والغاز عن السياسة هو واهم لأن هذه الصناعة وتجارتها هي احد روافد السياسة العالمية .

و بقراءة بسيطة للتقارير والدراسات العالمية بخصوص سوق الغاز العالمي سوف يدرك بكل بساطة سعى ايران ان تكون المركز الاقليمي لتجارة الغاز في منطقة الشرق الادني وانها تريد سحب هذا البساط من تحت اقدامنا مستفيدة من انتاجها المتزايد وكذلك انشاء محور  تصدير الغاز الروسي الى ايران ثم الى تركيا ومنها الي اوروبا حتي تتجنب مشاكل الخط البحري الواصل الى المانيا نورد ستريم ١، ٢ والذين يعملان منذ عامي ٢٠١١ و ٢٠١٢ علي الترتيب والذي يتعرض الى مشاكل غير فنية وتقنية غير معلومة نتيجة تأجج الحروب بين تلك الدول .لذلك فأنعقاد هذا الاجتماع في هذا التوقيت ربما يخدم اهداف معينة لا تعنينا على الاقل في الوقت الحالي والرغبة في تكوين صورة اكثر وضوحاً عن نشاط الدول المجاورة لخدمة اهدافهم في المقام الاول ،علاوة على اننا لم نعد دولة مصدره للغاز بل من اكبر مستورديه .

حضور مثل هذه الاجتماعات يجب ان يكون له اهداف اكثر وضوحاً من مجرد التمثيل و نسعى منه لتحقيق مكاسب ملموسة على المستوى الاقتصادي والسياسي،و لم نخفي اعجابنا وتأييدنا لجولات رئيس إيجاس الخارجيه واعتبرناه سفيراً فوق العادة . نحن امام تحديات كبرى يجب ان نعمل عليها في صمت و حيطه وامامنا مشاريع كبرى يجب ان نعمل عليها في تطوير موانئ المتوسط البترولية ومنطقة سوميد في خليج السويس والعمل علي استقبال الغاز القبرصي لمحطات التسييل على شواطئ المتوسط في الدلتا . كل هذه المشروعات تستلزم العمل بجدية وبتنسيق مع كافة جهات الدولة المعنية .

ولا يفوتني ان اتسائل عن اهمية وضع الاهداف الستة لاستراتيجية قطاع البترول في هذا الاجتماع وما يعنيه للحضور فهو شأن محلي بحت ؟ يبدو ان علينا تقييم اهمية حضور مثل هذه المناسبات ومغزى مكان انعقادها وموعده لأن الحياة لم تعد بمثل هذه السهولة التي اعتدناها. سنكون سعداء بالفعل ان نستمع الى رد ربما يوضح لنا اهداف خافية عنا لحضور مثل هذه الاجتماعات وفي هذه الدول حتي تظل قناعتنا وثقتنا قائمة في التوجهات الاستراتيجية الدولية التي يجب ان تكون واضحة للجميع . والسلام ،،

#سقراط