الأربعاء 18 ديسمبر 2024 الموافق 17 جمادى الثانية 1446

مجرد رأي…لكل شيء وجهان حتى التقاعد

1327
سقراط
سقراط

وهن العظم بسقراط واشتعل الرأس شيباً . اصبح ينسي ويغفل . كثرة الاحداث والهموم اصابت ظهره بالانحناء وقوة ذاكرته بالنقصان . وعندما تحدثنا في الموضوع السابق عن رؤيتنا المتواضعة في رديف الحكومة وكيف تصيبهم صحوة النشاط والتفاعل والعودة لشباب العمل المتخصص بعد ان تركوه او تغافلوا عنه سنوات كثيرة فقد فات علينا ان نوافيهم حقهم بالوصف الدقيق لهم وقد اصبحوا كجند (ابن زياد) اما النصر او الغرق في نهر الهموم وقلة الرزق والنسيان .


و عليك ان تدرك هذا جيداً ولا تلوم عليهم . وان كان من فائدة من هذا الاستدراك المستحق في انه قد اعطى للقارئ الدليل الواضح على فشل نظام (الشركات المشتركة)  بل و بهذا الوضع فقد كتبت شهادة وفاتها فنياً واقتصادياً وهو ما اشرنا اليه في العديد من النصائح التي وجهناها للقائمين علي تسويق الاتفاقيات الجديدة . وبالتبعية فأن هذا النشاط الملحوظ يبين لك عدم جدوى الوظيفة الابدية التي هوت بكفاءة العمل في قطاعات الدولة ومنها البترول الى ما نراه حالياً . هؤلاء الجنود اقصد المتقاعدون لا يملكون بديلاً عن النجاح ومن لا ينجح فعليه ان يلزم بيته وهذا نظام معمول به في العالم كله  . هؤلاء القادة القدامى الذين كانوا يشكون في كل محفل من تغول رأي الشريك وعدم رغبته في العمل هم نفسهم من يقومون على عمل الشريك الأن وتشجيعه على الاستثمار بل و يجنبون الان قدر استطاعتهم الكثير من العاملين في الشركات المشتركة ليعملوا هم بفكرهم وخبرتهم وبكل حرية ومن يتجرأ بالمشاركة او مجرد المحاولة فالنقل والابعاد والتجميد من نصيبه .

لا اضع لوماً على ابناؤنا العاملين في تلك الشركات لانهم ليسو هم من وضع هذا النظام البالي ولكنهم يعيشون في واقع جميعنا نعرفه . و لا يستطيع الكثير من قياداتها الحالية نكران انهم تلقوا تعليمات مباشرة او غير مباشرة بعدم ازعاج الجانب الاجنبي بأي مشاركة او حتى افكار بدعوى انهم يعلمون ما يفعلون وانهم هم من ينفقون من اموالهم . وهذه نقطة في غاية الاهمية رسخها بعض المسئولين في اذهان الشباب  والقيادات الوسطي بأن ( الخواجه) هو من ينفق وكأنه يبعثر أمواله هباء ويتناسون الطرف الثاني من المعادلة انه يسترد كل مليم ينفقه ومعه نسبة ربح هائلة حتى لو كانت جهوده غير موفقه فأنه يستردها من لحم الحى الموجود تحت تصرفه.

أيضاً يأتي عدم الزام الشريك الاجنبي بأي نوع من حجم النشاط بعد توقيعه ( عقد التنميه) حيث لا تلزمه بنود العقد الذي يمتد لعشرين سنة وربما اكثر بعدد محدد من الابار يجب حفره كل عام او تحقيق كمية محددة من الاحتياطي الموجود في المنطقة . ويظل بعض الشركاء لسنوات طويلة بلا نشاط حقيقي سوي تحقيق عوائد مالية من الانتاج المتاح لديهم وتتجمد اوصال وخبرات العاملين بالشركات المشتركة عند هذا المستوي بينما تظل قيادات هذه الشركات محصورة في حضور اجتماعات عديمة الفائدة او تحصيل اكبر كمية من البدلات والانشغال في صغائر الامور في شركاتهم حتي يمر يوم العمل بدون ملل .

هذه هي الصورة بدون رتوش و عرضها بهذا الشكل ليس للتجني على احد او اثارة للاحباط وانما لاظهار وضع لم يعد يحتمل وجود مثل هذا النوع من الشركات وبهذا الشكل من الادارة .

اعطوا المستثمر المنطقة وحددو نصيب الدولة ودعوه يعمل بما يتراءى له من خبرات و هو من سيقوم بتوظيف الكفاءات وسيكون عليه الالتزام بكل القوانين الحاكمه في هذا القطاع وفي هذا البلد فلا تقلقوا ولكن الاختلاف ان موظفيه لن يكون امامهم سوي النجاح كجند (ابن زياد) وهم شباب بدلاً من انتظار تقاعدهم والا  فقدوا مورد رزقهم . عندها فقط ستجدون شكلاً اخر ومستويات انتاج رائعة وتختفي كثير من المشاكل والانفاق عديم الجدوي وبهذا يتغير الحال و الاحوال .

صناعه البترول لم تعرف وظائف مؤبدة الا في بلادنا ولذلك فنحن نعاني من الاستثمار الضئيل وعدم رغبة المستثمرين في الدخول في معترك العمل في مشروع به الاف الموظفين المفروضين عليه . لم اجد عبر سنوات طويلة من يحاول او يسمع او يفهم ليعمل علي التغيير فالكل يأتي ليستمتع بالمنصب ويسمع نفس الشكوي ونظل نلهث خلف المستثمر الاجنبي في رحلة شد وجذب لا تنتهي ولم نجد الفارس الذي يستطيع حمل لواء التغيير الحقيقي ويفتح أرضاً جديدة كطارق بن زياد .

ازدواجيه المعايير لدى المتقاعدين هي السائدة والاهم فيها هي المصالح الشخصية وترتيب تلك المصالح قبل الخروج الي التقاعد بقرارات مرسومه بدقه تحتاج الي مساحة اخرى . اعرف ان الكثير يفهم ما اقول واخرين يقولون دعه( يعوي) فلا احد يلتفت اليه . ولكن في النهاية بلادنا هي من تدفع ثمن هذا وذاك وليس سقراط،ولكن الاهم ان ينمو  بيننا جيل تعلم وكافح ليعمل وهو  لا يعرف الى اين تتجه هذه الصناعة وقد سيطرت عليها المصالح وسوء التقدير وعتق القوانين .اما انا فقد عبرت النهر مبكراً قبل هؤلاء الجنود .والسلام ،،

#سقراط




تم نسخ الرابط