مجرد رأي…حركة المالية و آثارها الجانبية
لكل حركة شكل ومضمون وخاصة اذا كانت كبيرة ومتشعبة . وحركة المالية الاخيرة تأتي بعد وقت طويل من خلو اماكن كثيرة لهذا المنصب الهام في شركات متعددة لمدد تترواح من شهور الى عام او اكثر ،وهذا هو محل الاستغراب وخاصة في مثل المنصب الحساس .
و عادة ما يكون لأي حركة شكل وملامح معينة تكشف لك بعضاً من اسباب الاختيار او النقل من شركة لأخري . ولن تجد اي حركة مهما كانت دقة تشكيلها او سلامة اختياراتها ترضي الجميع فلكل حركة مظاليم كما يقولون . وهنا اوضح ان هذة الحركة يغلب عليها تحقيق الشكل الانضباطي الى حد بعيد و تعيد هذا المنصب الحساس الي نصابه وتملئ فراغات مثلت فجوات في دولاب عمل الكثير من الشركات وخاصة تلك التي تعاني من فراغ القيادات بشكل سافر .
كانت من احد الاثار الجانبية لهذه الحركة هو عدم تصعيد قيادات الصف الثاني في العديد من الشركات وخاصة وهم من تولي المسئولية فعلياً خلال فترة فراغ هذا المنصب لفترة طويلة . اصبحت درجة مدير عام بالادارة او بصفة شخصية وبالاً على صاحبها حيث يظل دائماً يقوم بدور (السنيد) ثم يفاجئ بمن يشغل المنصب التنفيذي من الخارج وما يصاحب ذلك من شعور المرارة والاحباط . لا ينبغي لنا ان نغفل هذا الشعور وهذه الدرجة الوظيفية لانها تأتي دائماً لاصحابها قبل عدة سنوات قليلة من الإحالة للتقاعد ويصبح الوقت امامه ضيقاً بالفعل لتولي اي منصب تنفيذي . هذا لا يعني بالضرورة تصعيد جميع من يشغلون تلك الدرجة في كل الشركات ،ولكن علينا ان نعطي الامل لأصحاب هذه الدرجة بأنهم تحت النظر .
ندرك تماماً ان لأي حركة مسوغات وتقديرات وترشيحات مختلفة تراعي اعتبارات نعلمها او لا نعلمها ولكن يجب بالضرورة ان تكون هذه النقطة تحديداً ضمن الاعتبارات المرعية .
حركه المالية هي اول الغيث لتحركات اخري اصبحت ملحة و طال انتظارها وخاصة في القطاع الاداري والعمليات و بالطبع في قطاع السلامة الذي يحتاج الي اعادة هيكلة سريعة و كوادر ذات مؤهلات و قدرات مميزة . حركات التغيير والتصعيد هي فرصة لتحريك المياه الراكدة في كثير من الشركات واعادة جو العمل المنهجي والجماعي الذي لا يعتمد علي شخص واحد او قيادة متفردة وفي نفس الوقت يجب ان تكون شعاعاً من الامل للقيادة الوسطي في انهم في سلة الاختيار وليسوا نسياً منسياً . الجميع يأمل خيراً في بداية عام جديد تدخله شركاتنا بقيادات جديدة متحمسه للعمل تكسر فيه روتينية الاداء وتجدد الامل في الاستمرار فلا حياة بدون امل وهذه مسئولية صانع التحركات في المقام الاول . والسلام ،،
#سقراط