مجرد رأي…قيادات الخطوط المتوازية
تفرز المشاكل او الكوارث نوعاً من التصرفات والافعال التي توضح طريقة العمل و ترسم طريق المسئوليات . واختلاط الامر في تحديد نوعية وادوار العمل والمسئولية يصل في في تأثيره السلبي الى جرم اختلاط الانساب المحرمة دينياً واخلاقياً . علي المستوى الانساني لا يمكن ان تتحمل قيادة او مسئول عن اعمال او اخطاء قيادات اخرى حتى لو كانت تليه في الدرجة او الاهمية فكلاً له دوره و وظيفته التي يتقاضى عنها اجره . ونحن نملك عدة خطوط قيادية متوازية بالقطاع تبدأ من رئيس الشركة ثم رئاسة الهيئة او القابضة ثم وكالة الوزارة . هذه هي الخطوط العريضة التي تحكم منظومة العمل لدينا وهي خطوط كبيرة وواضحة و من المفترض ان تتوازى و لا تتقاطع .
والى هنا فالامر واضح للجميع . ولكن الاختبار الحقيقي لفاعلية هذا النظام تظهر في ظروف الازمات والاحداث الساخنة عندما تفقد بعض الخطوط استمراريتها وتحاول الذوبان في خط اخر . ادوار هذه المستويات واضحة فكل مايخص الاستراتيجيات العامة وتحديد الاهداف ووضع الخطط العامة هي مسئولية صريحة لوكالة الوزارة ثم تأتي مرحلة العمل التنفيذي العام و وضع الشكل التنفيذي والموازنات لهذه الخطط والاستراتيجيات في نطاق رؤساء المؤسسات العامة ( الهيئة والقوابض) . لتصل حزمة هذه القرارت في شكلها النهائي لرؤساء الشركات كلاً في موقعه ليقوم على التنفيذ . وعندما تجد ان هذه الخطوات تتوارى في خط واحد هو رئيس الهيئة او القوابض بدون اي مدخلات للخطوط الاخرى فهذا يعني وجود خلل في مراحل اتخاذ القرار من بدايته . فاذا كانت قيادات الشركات تتجه بالمسئولية الي القيادة التنفيذية الاعلى لتقوم على عملها فذلك يمثل عامل ضاغط علي هذا المنصب الحساس لا يمكن تحمله ويجعل وتيرة العمل الميداني تعاني من بطء اتخاذ القرار . و هناك كثير من الاحداث او الحوادث اختفت فيه هذه الخطوط الرئيسية في منظومة العمل وبقي رئيس الهيئة وحيداً يجدف في امواج عالية وسط محفل كبير من المتفرجين يحاول كلاً منهم نفي اي قصور او فاجعة ( حتي ولو غير الواقع ) فراراً من المسئولية وهو على ثقة ان رئيس الهيئة او القابضة سيعمل على تجميع شتات هذا الاهمال، وللأسف لا يجد هؤلاء الرؤساء الا دق نوبة صحيان لمثل هؤلاء وهم يتلفتون حولهم في حالة من اللامبالاة والاستغراب .
ان الاوان بالفعل لحساب كافة القيادات وليس معني ذلك تقصير الجميع بل هي عملية غربلة قاسية بعد ان دقت من حولنا اجراس الخطر في عديد من الاتجاهات . اجراس الانتاج والترشيد والانضباط والسلامة دقت بعنف وسمعها الجميع ولم يفزع لها سوي شخص واحد تركه الجميع يرزح تحت احمال قيادة الهيئه او القابضة الثقيلة بعد ان ذابت كافة الخطوط الاخري فهل هذا يعقل ؟ .
والسلام ،،
#سقراط