الأربعاء 29 يناير 2025 الموافق 29 رجب 1446

مجرد رأي..عصر الرجال كاد أن ينقضى

687
سقراط..تعبيرية
سقراط..تعبيرية

كان عصراً ذهبياً ذلك العصر الذي جمع عمالقة قطاع البترول في وقتٍ واحد ، لقد ضمت أركان القطاع من الأسماء ما يعجز القلم عن حصرهم ، ثم جاءت فترات عقمت فيها الأرحام ان تلد مثلهم وانحصر الاسماء واحد تلو الأخرى ، وما عاد فى الأركان غير قلة قليلة من خلفاء الماضي.

لقد رحل شامل حمدي، دون موعد ، وهو أحد عظماء قطاع البترول ، الرجل الذي ظل متدثراً بالشهامة والرجولة والشطارة والأخلاق ، ليبكي عليه كل من زامله ومن عمل معه ومن تتلمذ على يديه ومن سمع عنه وعرفه عن بُعد .

في عهد ليس بالبعيد وهو عهد المهندس سامح فهمي ، ضمت حيطان الوزارة العديد والعديد من القيادات ، جميعهم كانوا وزراء وليسوا وكلاء ، حتى الذين صعدوا لمنصب الوزير ظلوا يعرفون لمن رافقوهم قدرهم ، كان داخل المبنى : شامل حمدي ومحمود نظيم وعبدالعليم طه ورفعت خفاجه وعبدالله غراب وطارق الحديدي وشريف اسماعيل وخالد الغزالي ووهبه عيسى وفكري يوسف ومحمد صادق وعشرات غيرهم ، وعندما قامت 25 يناير انفرط العقد ، لكن بعض حباته ظلت متماسكة، وحتى مع حلول عام 2015 كان هناك بقية باقية مما ترك آل فهمي ومن كان معهم .

حتى هؤلاء الذين كان على بُعد أمتار من الوزارة ، كانوا أشد عظمة ممن جاء بعدهم ، فوجدنا المهندس هاني ضاحي والمهندس اسامه كمال والمهندس محمد شعيب والمهندس عبدالواحد جوهر وهاني سليمان ومحمد طويله وحسن عقل وسناء البنا وابراهيم صالح وكمال مصطفى ومصطفى الرفاعي ومصطفى شعراوي وحمدي الشايب وعبدالخالق عياد وهادي فهمي،وكان من النقابة فوزي عبدالباري وأحمد عاطف ، وعشرات تتلمذوا على ايديهم ، منهم من قضى نحبه موتاً ومنهم من قضى نحبه إبعاداً ومعاشاً وشيخوخة .

لكن الحقيقة الوحيدة انه عام وراء أخر بدأ القطاع يفقد هؤلاء العظام ، ولم يتبقى منهم سوى حبات قليلة ، سرعان ما انفرط العِقد عن أخره ولم يعد في الجعبة غير القليل .

الشجرة حتماً تيبست ، ولم يعد بها وريقات سوى القليل ، وكلما تيبست واحدة وسقطت نبكي ونسكب الدموع ، مطالبين بالبحث عن من بقي ، مرة نريد تكريمه ومرة نريد العودة والمساهمة ، ولا أحد يسمع ، وكأن هؤلاء كان أعداء للقطاع ، وكأنهم لم يبنوا ويدشنوا ويصنعوا صروحاً نعيش على تاريخها ودخلها الآن .

ولا أدري لماذا يحدث هذا ، كما انني لا أدري كيف تجمع كل هؤلاء في وقتٍ واحد ، ولا أدري أيضاً لماذا انفرط العقد لهذه الدرجة في زمن واحد ، ولا لماذا تيبست الشجرة ، لكن الإجابة تأتي : أن الزرع لم يجد من يرويها فتحول لحطام تذره الرياح .

غير انه لن ينفرط العقد ابداً ، طالما هناك ذاكرة تعي ومطبعة تدور وقلم يكتب وخلفاء صالحين يعرفون للناس اقدارهم ..والسلام .

#سقراط




تم نسخ الرابط