مجرد رأي…يناير وقضايا الغاز وسامح فهمي
لا تزال احداث يناير ٢٠١١ تحمل في جعبتها الكثير والكثير من المعلومات والحقائق،حقيقة ان الشعب المصري لم يعتد على هذه الفوضى او هدم الدولة وهو اول انسان في الحضارة الانسانية اسس للدولة بمفاهيمها التي لازالت سارية حتى الأن . الشعب المصري لا ينحاز أبداً للعنف ولا يعرفه سوى مجموعة من البلطجية او المستفدين من اي فوضى لأجل السرقة او البناء المخالف للقانون .
ولكن يناير أيضاً كان عامراً بالقضايا السياسية ذات العيار الثقيل والتي طالت الرئيس الاسبق مبارك ورجال حكمة ومنهم المهندس سامح فهمي . وكانت قضايا الغاز المصري من القضايا الشائكة التى تداولتها المحاكم لسنوات وكانت تراجيديا انسانية عنيفة . اتهم مبارك بالتشارك وتحقيق المنفعة من خلال صديقه رجل الاعمال الراحل حسين سالم وكانت قضية القرن بحق بدأت بالإدانة وانتهت بالبراءة بعد سنوات من التدوال . ولك ان تعرف ان مسودة الحكم في هذه القضية وقعت في الاف الصفحات بينما كتب اصل حكم البراءة ومبرراته القانونية في ١٤٧٠ ورقة من القطع الكبير .
ياله من موضوع شائك يؤكد علي تداخل الاحداث والقرارات ويعطي انطباع بخطورة ما يتخذ من قرارت في هذا الشأن الهام . بينما عاني سامح فهمي من اتهام خطير في تحديد سعر تصدير الغاز وعدم تحري الدقة فيه رغبة في تربيح الاخرين .كانت احكام البراءة هي احكام السماء بلا شك وقوة ومتانة الهيكل الاداري لقطاع البترول في هذا الوقت الذي اوضح براءة الرئيس و الوزير السابق من هذا الاتهام واثبت بالدليل القاطع ان الاسعار كانت توازي الاسعار العالمية في هذا الوقت .كانت اتهامات انتقامية في اوضاع ملتهبة يحفها روح الانتقام من كل الرموز السابقة . كان القاضي بليغاً عندما اشار انه في عمر لا يسمح له بالتجاوز والمجاملة من اي نوع لأنه يرى مرقده في قبره ويخشي الحساب العسير من الله عز وجل .
كانت ايام عصيبة ولكنها مليئة بالعبر والدروس يجب على كل مسئول ان يعيها وان يتخذ كل الطرق الادارية والقانونية الصحيحة في مثل هذه المواضيع لأن التعامل مع مثل هذه الثروات يجب ان يكون منضبطاً الى اقصي الحدود .
يظل يناير شهر الذكريات الجميلة والمؤلمة ولكنها الحياة بكل اشكالها التي يجب ان نعيها جيداً وان نعمل علي المحافظة على بلادنا من مثل هذه الاحداث لأن الشعب وحده من سيدفع الثمن غالياً .والسلام ،،
#سقراط