مجرد رأي..مأساة رئيس شركة متهم بالقتل
منذ خمسة أشهر خرج المهندس "أ ا" رئيس شركة "ا " ، وكغيره كثيرون من رؤوساء الشركات الذين يتم اعارتهم من شركاتهم ليتولوا شركات أخرى ، خرج معاش من شركته الأم "ص م".
بعد مرور كل هذا الوقت فوجىء الرجل بأنه متهم في فضية قتل ، وحسب كلامه ، فإن القضية وصفت بأنها قتل خطأ ومنظورة امام احد المحاكم بمحافظة الشرقية ، ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد .
ويضيف : بعد خروجي للمعاش حدثت واقعة وفاة احد العمال داخل المصنع ،وهو تابع لشركة خاصة تعمل في الصيانة ، حيث انهالت عليه "تندة" المصنع فمات ، يعني واقعة أمن صناعي ، وقتها كنت قد خرجت الى المعاش ، لكن عندما بدأت التحقيقات طلبوا السجل التجاري للشركة فوجدوه لايزال مقيداً بأسمي على اساس انني كنت رئيس الشركة ، فسارت التحقيقات وكأني أنا المسئول عن موت الشخص المتوفي ، لأجد نفسي متهم في قضية لا علاقة لي بها من الأساس ، حيث لم اكن موجوداً فى الخدمة .
إلى هنا انتهى كلام رئيس الشركة ، لكن تظل هذه هي مأساة العديد من القيادات الذين يخرجون للمعاش ثم يجدون انهم متهمين في قضايا تخص الوظيفة ، فمنذ ايام تم احتجاز رئيس شركة غاز بسبب قضايا تخص الشركة ، رغم انه خرج للمعاش منذ 13 عام ، وتم الكشف عن ذلك اثناء تواجده في مرور القاهرة ، وبعد الكشف عليه امنياً تبين وجود قضايا عليه ، ولولا تدخل البعض لوجد الرجل نفسه مع القتلة والمجرمين داخل الزنزانة .
قضايا كثيرة ايضاً حدثت بالاسكندرية لبعض رؤوساء الشركات ، وقد يصعب حصرها لكثرتها ووقوعها دائماً ، لكن السؤال : من المتسبب في ذلك ؟
والحقيقة ان المتسبب في ذلك هو طريقة العمل ، فمن المفترض ان هناك فترة تسليم وتسلم ، هذه الفترة قد تمتد لثلاثة أشهر ، يتم خلالها تغيير السجل التجاري وتنقل كل المسئوليات للرئيس الجديدة ، ثم تقوم الشئون القانونية بالبحث والتحري لمعرفة هل هناك قضايا او تشابكات تخص رئيس الشركة القديم ام لا ، ليكون الرجل بريء الذمة عند خروجه للمعاش وبلوغه الستين .
وللاسف لا يتم ذلك مطلقاً ، فرئيس الشركة يخرج للمعاش ليواجه مصيراً مجهولاً وتشابكات مع العديد من مرافق وخدمات الدولة ، فتحد شركة مثلا كمصر للبترول او التعاون ، لديهم محطات في كل مكان ، واي مسئولية تأتي على رئيس الشركة ، ولو فرضنا جدلاً ان كل عام يتم تحرير مخالفتين فسيجد نفسه محبوساً لا محالة عقب خروجه للمعاش .
ثم تأتي المسئولية الأخرى ، على ادارة الشئون القانونية بالشركات ،فمن المفترض ايضاً ان هناك جيش جرار من المحامين داخل الادارات القانونية ، فلماذا لا يتابعون ويتحركون اولاً بأول لحماية الناس مما يحدث فيهم .
لا أجد كلاماً يقال يعبر عن مرارة ان يجد رئيس شركة امضى على الاقل 35 عاماً داخل القطاع ، ثم يجد نفسه متهماً في فضية قتل "عمد او خطأ" لا يهم ، لأن الحقيقة انه لم يقتل ولم يدمر ولم يسرق ، لكنها الإجراءات التي تغيب عنها المتابعة..والسلام.