الأربعاء 16 أبريل 2025 الموافق 18 شوال 1446

د حنان عبد المنعم تكتب: دعوة لإعادة النظر في آليات الترقي وتقدير الكفاءات

2332
د حنان عبدالمنعم
د حنان عبدالمنعم

معالي الوزير،

تحية طيبة وتقديرًا خالصًا لجهودكم الحاضرة والمستقبلية في تطوير قطاع البترول، الذي يعد من أهم ركائز الاقتصاد الوطني.

اسمح لي ان نتقدم إلى سيادتكم برأي نابع من حرص وإخلاص على مستقبل هذا القطاع الحيوي وهو ضرورة إعادة النظر في آليات الترشيح والترقي للقيادات، بما يضمن أن تُمنح المناصب لمن يستحقها بكفاءة واستحقاق، لا بالوراثة المؤسسية أو التوصيات كسيدة قطاع أمضت به ٣٦ عاما واصبح الكيان جزءا منها لا برغبتها فقط بل بمضي مسارها الوظيفي حتي تقلدت منصب مساعد رئيس شركه للموارد البشرية وأستاذ أكاديمي لطلبة الماجستير والدكتوراة لأكثر من ١٠٠٠ طالب بقطاع البترول ارى فيهم عماد النجاح والتميز علي كل المستويات الوظيفيه وكذلك العديد والعديد من الكفاءات المنسيه .

نقترح أن يتم التوجيه بتشكيل لجنة متخصصة بوزاره البترول لدراسة رأس المال البشري Human Capital تتولى دراسة ملفات جميع المرشحين للوظائف القيادية، وتعقد مقابلات مباشرة معهم لتقييم مدى جاهزيتهم وكفاءتهم لتولي المسؤولية. كما نأمل أن يُفتح باب الترشح داخليًا للعاملين في نفس الشركة، ممن تتوفر فيهم المؤهلات والخبرات، على أن يُطلب منهم تقديم السير الذاتية للجنة مباشرة، مع إعلان داخلي رسمي يضمن تكافؤ الفرص.

بهذا، نضمن مقارنة عادلة وشفافة بين من تم ترشيحهم ومن تقدموا من داخل الكيان، على أن تكون الكفاءة والمعرفة هي الفيصل الأول في الاختيار، مما يعزز من ولاء الكوادر لمؤسساتهم، ويدعم استقرار واستمرارية الأداء المؤسسي.

للأسف، ما زلنا متأخرين في تطبيقات الإدارة الحديثة، ليس فقط في قطاع البترول، بل في كثير من مؤسسات الدولة. وهناك فئة كبيرة من أبناء القطاع حصلت على أعلى الدرجات العلمية، مثل الماجستير والدكتوراه المهنية في إدارة الأعمال (MBA / DBA)، وتلقّت تدريبات وتأهيل على أعلى مستوى، ولكنها مهمشة في مواقعها، ولم يتم تمكينها للصعود إلى الإدارة العليا.

إننا بحاجة ماسّة لوضع خطة واضحة لتصعيد هذه الكوادر المؤهلة، وإشراكها في رسم سياسات التغيير والتطوير، لأن بقاء الفكر الإداري التقليدي الموروث لن يقودنا إلا إلى مزيد من الجمود وهذا ليس راي الشخصي بل آراء الكثير من المصريين العاملين بقطاع البترول والذين هم الان طيور مهاجره لبلدان اخري والسبب الرئيسي عدم تكافىء الفرص المستنزفة علي جميع المستويات.

وتسمح لي بتقديم مبادرة متكاملة تصلح كنواه بخصوص تطوير آليات الترقي واختيار القيادات في قطاع البترول من وجهه نظري المتواضعه كخبير موارد بشريه علي المستوي المهني وأستاذه جامعيه علي المستوي الاكاديميه :

1. إنشاء قاعدة بيانات مركزية للكفاءات داخل القطاع 
تكون تابعة للوزارة، ويتم فيها تسجيل المؤهلات، الدرجات العلمية، الخبرات، الدورات التدريبية، والمشروعات التي شارك فيها العاملين.
تُستخدم القاعدة عند فتح أي منصب قيادي لاختيار المرشحين الأكفأ بناءً على بيانات حقيقية.

2. اعتماد لجان مستقلة للتقييم والترقي
تتكوّن من خبراء في الإدارة والهندسة والموارد البشرية.
تضمن عدم وجود تحيز أو مجاملات.
تُقيّم المرشحين من خلال مقابلات شخصية، اختبارات قياس مهارات قيادية، وتحليل دراسات حالة.

3. تخصيص نسبة من المناصب القيادية للمرشحين الحاصلين على مؤهلات إدارية متقدمة (MBA/DBA)
تشجيعًا لتطبيق الفكر الإداري الحديث.
تحفيزًا للعاملين على الاستمرار في التعلم والتطوير.

4. تطبيق نظام النقاط في التقييم
يُحسب للمرشح عدد من النقاط وفقًا لعناصر مثل:
عدد سنوات الخبرة الفعلية في مجال التخصص.
المؤهلات العليا.
الدورات التدريبية القيادية.
الإنجازات والمشروعات التي أشرف عليها.
تقييم الأداء السنوي من الإدارة.

5. إلزام القيادات العليا بتقديم خطط تطوير حال ترشحهم
على كل مرشح تقديم خطة إدارية لتطوير القطاع أو الإدارة التي يتقدم إليها.
تُناقش الخطة في المقابلة كجزء من التقييم، مما يعكس رؤيته القيادية.

6. إطلاق واعاده برنامج قيادات الصف الثاني 
يتم ترشيح مجموعة من الشباب المؤهلين داخل كل شركة للدخول في برنامج تدريبي متكامل لمدة عام، يتضمن:
•مهارات القيادة.
•الإدارة الاستراتيجية.
•إدارة الأزمات.
•تقييم الأداء.
•مع منحهم الأولوية في الترقيات القادمة.
ومن هذا المنطلق ادعو لإحياء دور شركه مهارات الزيت والغاز كسابق عهدها والتي لم يعد لها كيان واصبحت ماضي بلا حاضر وكان قرار ضمها لاحد الشركات هو مزيج من الالم والحسره علي كيان شركه التدريب الوحيده بالقطاع بفكر المتميز العبقري المهندس سامح فهمي وزير البترول السابق والتي ساهمت في خلق كوادر للعديد من سنوات مضت والسؤال اين هي الان ومن القائم علي تقييم أداءها ؟

7. إعادة تقييم القيادات الحالية
•للتأكد من كفاءتهم ومواكبتهم للتطور الإداري.
•مع توفير برامج تحديث وتأهيل مستمر لمن يحتاجون لذلك.

معالي الوزير، نثق في رؤيتكم الثاقبة، ونأمل أن يحظى هذا المقترح باهتمامكم، من أجل مستقبل أكثر كفاءة وشفافية في قطاع يستحق الأفضل.

مع خالص التقدير والاحترام،
د. حنان عبد المنعم
خبيرة الموارد البشرية
مساعد رئيس شركه سابقا




تم نسخ الرابط