السبت 19 أبريل 2025 الموافق 21 شوال 1446

مجرد رأي…الادارة الفاشلة وتجربة المعاونيين الجدد

1280
المستقبل اليوم

اثارت المشادة بين اثنين من كبار المسئولين في احدي محافظات الصعيد الكبري وفي وجود المحافظ نفسه ردود فعل عنيفه ومتعجبه مما حدث وسببه . وكان السؤال المهم : كيف لمثل اصحاب هذه المناصب العالية والحساسة ان ينزلقوا لمثل هذه الافعال التي يأتي بها عوام الناس في الشارع وكيف لأصحابها وقد تم اختيارهم بعناية ان يفقدوا ضبط النفس علي الاقل في احتفال عام يحضره مئات الناس وعلي مرأي ومسمع من المحافظ نفسه ؟ .


ترددت الاقاويل وانتشرت المقاطع ولم يستغرقني كل هذا ولن افعل مثلما يفعله معظمنا في الوقوف صفوف طويله للفرجة علي حادث في الطريق . ولكني ذهبت الو منحى اخر هو  تحليل اسباب هذا الحدث الجلل لعلنا نخرج منه باستفادة او دروس في مفهوم الادارة والعلاقة السوية بين القيادات العليا .

اول ملاحظة هامة ان المشادة وقعت بين صاحب وظيفة حكومية تاريخية في الادارة المحلية موجودة في كل محافظة منذ ثورة ١٩٥٢ ، وتلك الوظيفة لها شأن ومهام كثيرة و متشعبة . اما الطرف الاخر فكان لوظيفة جديدة علي الهياكل الادارية ويشغل الشباب معظمها في توجه للتغيير وتربية كوادر جديدة تكون مؤهلة لتحمل المسئولية فيما بعد .

اما الملاحظة الثانية فهي تحديد ورسم مهام هذه الوظائف بدقة منعاً للتضارب والتداخل ، الملاحظة الثالثة: وهي كيفية و ضرورة تحديد بروتكول التمثيل امام القيادة وحتي في اماكن الجلوس منعاً لحدوث اي حرج لأي منهم و هذه ربما كانت من احد اسباب هذه المشادة العلنية ، اما رابعاً وهي الاهم : فهي كاريزما القيادة العليا وقدرتها علي احكام وفرض النظام على مرؤوسيه مهما كانت الظروف والضغوط وان يعمل له الجميع الف حساب حتي في عدم وجوده فما بالك بحضوره .

وربما تتذكرون اننا طالبنا بتحديد مهام وصلاحيات الوظائف المعاونة الجديدة في قطاع البترول لضمان عدم تضاربها وتداخلها مع المناصب التاريخية من النواب والمساعدين . وخلصت من كل هذا اننا نستهين بتفاصيل يراها الاداريون انها من قبيل المنظرة ولا يعيروها اهتماماً ولكنها في النهاية تؤدي الي هذا المشهد المؤسف .

اختيار القيادات ومساعديهم ومعاونيهم هو عمل اداري وقانوني بارع يجب ان يقوم عليه متخصصون يعرفون معنى الادارة وفنونها ويجيدون قراءة سيرة المرشحين ودراسة ملفاتهم بعناية ثم تحديد المكان الامثل لهم .

كانت تجربة الاستاذ ابراهيم خطاب كرمز للقيادة الواعية الكاريزمية الحازمة، تجربة غنية بالفعل لا تنسي بسهولة ظهرت فيها الكثير من هذه المبادئ الهامة ، كما كانت تجربة محمود ناجي أيضاً كمعاون للوزير تجربة ناجحة بكل المقاييس استطاع فيها ان يتعامل بذكاء مع احد اهم ملفات عمل الوزارة بدون الاصطدام بأخرين في جهات تنفيذية اخرى ، و كلا  التجربتين تحسبان لسيرتهم وللوزير طارق الملا بكل تأكيد مهما كانت وجهات النظر المختلفة .

و نتمني ان تنجح تجربه المعاونين الجديدة وان يتلقوا التدريب والتلقين اللازم وتحديد صلاحيتهم بكل دقة والبروتوكول الحاكم بينهم وبين النواب والمساعدين حتي لا نفاجئ بمثل هذه الحدث المؤسف والتي لا اعفي فيها ممثل الاقليم واعتبره قيادة فاشلة  . 
والسلام ،،

#سقراط




تم نسخ الرابط