مجرد رأي…هل تم الغاء القرار ؟

كان قراراً متفرداً في غرابته وربما كان تفرده فيما ادى اليه من نتائج . قرار ربما اتخذ بطريقة عصبية او في وقت عصيب لا تدري تحديداً ولكنه كان مثل فرمانات العصور القديمة . قرار يعيد الساعة الى الوراء و لا يدفع بعجلة العمل ويفسد النهج والترتيب الوظيفي المعهود .
لن نعدد اكثر من ذلك في مناقب هذا القرار المشهود والمعروف ( بتواجد رؤساء الشركات بالحقول ) . كان قراراً غريباً وان كان مضمونه يقع في قالب مفهوم وهو محاولة زيادة الانتاج بسرعة تذليل العقبات . والمستغرب ان هذا القرار لم يشمل مديري عموم العمليات وهي الشخصيات المنوط بها في المقام الاول هذه المهمة . انهى هذا القرار دورهم بل خلت الشركات منهم وبات هذا المنصب مآله الى الاندثار .
تبعات غريبة ولن نصفها بالكارثية ضربت التسلسل الوظيفي والهيكلي للمسئوليات بعنف ناهيك عن تكلفة السفر الباهظة واستهلاك الوقود بلا مبرر حقيقي، ولا ابالغ اذا قولت لك ان هناك رئيس شركة يظل في الحقول من اجل اكل الجمبري والمحمر والمشمر .
آن لهذا القرار ان يلغي لأن وجوده حتي ولو مجمداً له تبعات قانونية وادارية كبيرة ويلغي مسئوليات مناصب عليا في حقول الشركة وفي مراكز الشركة الرئيسية . وان يعود لمنصب مدير عام العمليات قوته المعهودة وتظهر لهم حركة تعيينات قوية وفاعله بناء علي اختيارات صحيحة و كذلك ما يليه من وظائف هامة مثل مديري الحقول ومديري الانتاج وغيرهم وان يكون لهم أيضاً حركة تنقلات تعيد النشاط وتستفيد من الخبرات في كل الاتجاهات . وان تعهد السلطة المختصه الى رؤساء الشركات بترشيد سفرهم للحقول وما يتطلبه من سفر جيش من المديرين خلفه بسياراتهم وهو استهلاك كبير للوقود في ظل ازمة كبيرة يعرفها جمعينا والاستفادة من تقنيات التواصل التي اصبحت اكثر فاعلية وقوة من التواجد في المكان نفسه .
واذا كان لزاماً السفر فيمكن استئجار وحدة نقل جماعي محترمة تقل كافة الوفد المتجة للحقول بما فيهم رئيس الشركة نفسه وتكون أيضاً فرصة للتواصل ومناقشه الامور الفنية ويستثني من ذلك حالات الطوارئ بالطبع .
ما نقوله يأتي عن وعي وخبرة وليس مجرد افكار عابره لأن (سقراط) وقد تجاوز المئة عام يعرف تماماً عن جدوى هذه الرحلات وتكلفتها والمردود منها . الترشيد اصبح واجب وطني نحاسب عليه لا تفضل منا وارجو ان لا يكون الحساب عسيراً في نهاية الامر . والسلام ،،