نون النسوة…جيهان موريس وحكاية لم تروى بعد
في كل مؤسسة ناجحة، تقف وراء الإنجاز أسماء قد لا تبحث عن الأضواء، لكنها تنير الطريق للآخرين. ومن بين هذه الأسماء اللامعة في قطاع البترول، يبرز إسم السيدة جيهان موريس، مساعد رئيس شركة صان مصر، تلك السيدة التي لا يمكن اختزالها في منصب، ولا يمكن أن تُروى حكاية للشركة دون أن يتردد اسمها بكل، فقد عاصرت كل الأجيال منذ التأسيس .
منذ اللحظات الأولى لتأسيس الشركة، كانت جيهان موريس حاضرًة، لا كشاهدة على البدايات فحسب، بل كشريكٍ فعليٍ في البناء والتأسيس والتطوير. عاصرت كل المراحل، وعرفت تفاصيل كل تحول، وكانت دائمًا العين الساهرة والعقل المنظّم في مواقع العمل، واليد التي لا تتردد في اتخاذ القرار حين يتطلب الموقف الحزم والحسم.
هي سيدة ذكية ولامعة، شديدة الوعي والدقة، تجمع بين القوة والعدالة. من يعرفها عن قرب، يعلم أنها لا ترفع صوتها، بل ترفع من قيمة العمل والعاملين . لا تجامل أحدًا، ولا تنافق، ولا تسمح بأن يُظلم أحد في وجودها. تؤمن أن الكفاءة هي المعيار، وأن الاحترام يُنتزع بالالتزام والعمل، لا بالمظاهر ولا بالكلمات.
تمكنت خلال سنواتها الطويلة في صان مصر من ترسيخ نهج إداري يتسم بـالانضباط، والشفافية، والعدالة في التعامل. كل من عمل معها يدرك أنها لا تمنح أحدًا ما لا يستحق، لكنها أيضًا لا تبخس حق مجتهد . تحترم التدرج الوظيفي، لكنها أكثر احترامًا للموهبة والعمل الجاد. تقف على مسافة واحدة من الجميع، لا تميز احد إلا بالإنجاز، ولا تنحاز إلا للصالح العام.
وقد انعكس هذا النهج على بيئة العمل في صان مصر، التي أصبحت بفضل قيادات مثلها نموذجًا في الاحترافية، والاحترام المتبادل، وتقدير الطاقات الحقيقية. لم تكن جيهان موريس مجرد مسؤولة في الشركة، بل كانت ضميرًا يقظًا، وركيزة صلبة في كل قرار مصيري .
ولأن التاريخ لا يكتبه فقط من يتصدر المشهد، بل من يصنع الإنجاز في صمت، فإن ما حققته هذه السيدة على مدار سنوات في صان مصر سيبقى شاهدًا على قيمة المرأة المصرية عامة والمرأة في قطاع البترول خاصةً حين تُمنح الفرصة لتثبت جدارتها في مواقع الإدارة والقرار.
الحديث عن جيهان موريس هو حديث عن النموذج المُلهم للقيادة النسائية الحقيقية. هي ليست مجرد مسؤولة ناجحة، بل قدوة في النزاهة، ورمز للإصرار، وعنوان للعدل في زمن يميل فيه الكثيرون إلى المجاملة على حساب الحق. حتماً كغيرها من نساء عظيمات ، ستبقى إنجازاتها محفورة في سجل الشركة، واسمها في ذاكرة كل من عرفها أو عمل معها .