الخميس 12 يونيو 2025 الموافق 16 ذو الحجة 1446

المعنى الإنساني لزيارة كريم بدوي وأحمد راندي أسرة السائق الشهيد

1447
المستقبل اليوم

في مشهد مؤثر حمل في طياته العديد من الرسائل الإنسانية، قام المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بزيارة خاصة إلى أسرة السائق الشهيد “عم خالد”، الذي لقي حتفه أثناء قيادته لشاحنة محملة بالبنزين احترقت في مدينة العاشر من رمضان. هذه الزيارة، التي جاءت بعد أيام من الحادث الأليم، لم تكن مجرد أداء لواجب العزاء، بل حملت في مضمونها رسالة تضامن عميقة مع العمال البسطاء في القطاع، واعترافًا بقيمة التضحية التي قدمها رجل لم يُعرف عنه سوى الانضباط والالتزام.

اللافت في الزيارة كان اصطحاب الوزير للأستاذ أحمد راندي، أحد أبرز رموز العمل الإداري في القطاع، في خطوة توحي بأن الوزير أراد أن تكون رسالته مزدوجة: إنسانية من ناحية، وخدمية من ناحية أخرى، تُعبّر عن احتضان القطاع لكل من يعمل فيه بإخلاص وتفانٍ، وأن دماء أبنائه ليست مجرد أرقام في سجلات الحوادث، بل أرواح لها تقديرها، وحقوقها، وكرامتها.

ولم تقف المبادرة عند تقديم العزاء، بل أعلن الوزير تعيين نجل الشهيد وابن شقيقه داخل إحدى شركات قطاع البترول، في لفتة تحمل بعدًا اجتماعيًا قويًا، وتؤكد أن الدولة لا تنسى أبناءها، وأن التضحية لا تذهب سدى. وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا في الأوساط العمالية، حيث رأى فيها كثيرون بذرة أمل في أن العدالة الاجتماعية يمكن أن تجد موطئ قدم داخل المؤسسات، حين تتلاقى الإرادة السياسية مع الحس الإنساني لدى القيادة.

ويكمن مدلول هذه الزيارة في عودة الروح الإنسانية للقيادة التنفيذية في القطاع، بعد سنوات شعر فيها العاملون بأنهم مجرد تروس في ماكينة لا تتوقف.وترسيخ مبدأ التكافل داخل قطاع البترول، وربط الانتماء بالمصير، بحيث يشعر كل عامل أن المؤسسة تقف بجانبه في السراء والضراء.كما أدى ذلك الى تعزيز صورة الوزير كريم بدوي كقائد ميداني وإنساني، يهتم بالتفاصيل، ويعي قيمة الرمزية في القرارات، لا سيما في بداية توليه المنصب.

زيارة الوزير لم تكن بروتوكولية ولا شكلية، بل كانت صفعة على وجه الجمود ، ورسالة لمن يظنون أن المنصب يعني الانفصال عن الناس. كانت رسالة تقول: “نحن معكم، نراكم، ونحمل وجعكم في قلوبنا وقراراتنا”.

رحم الله السائق البطل “عم خالد”، وجعل عمله لوجه ربه الكريم خاتمة مجد وشرف، ولعل ذكراه تكون دافعًا لتحديث منظومة السلامة، ومراجعة أوضاع السائقين، والتفكير في تطوير وسائل النقل، كي لا ندفع الثمن مرة أخرى من أرواح الشرفاء .

#سقراط




تم نسخ الرابط