الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446

إلى رؤساء الشركات…الوزير جاي

7944
المستقبل اليوم

هكذا تتحقق فكرة العظيم أحمد رجب في قصته العبقرية “الوزير جاي”، التي حفلت بكل ما يمرّ بحياتنا في التعامل مع الجهات الإدارية والحكومية.

انطلقت سيارة وزير البترول إلى مواقع شركات القطاع في كل أنحاء الجمهورية، لا فرق بين مقراتها الرئيسية وحقولها. كانت أمنيةً لنا، سبق أن عرضها فريق العمل بهذا الموقع، أن يرى بنفسه ما يدور في هذه الشركات، ويقف على ظروف عملها في أرض الواقع، بدون ترتيب أو استقبالات حافلة تنتهي بأن “كل شيء على ما يرام”.

سنرى بالتأكيد في زيارةٍ ما – وربما أقرب مما يتصوره البعض – إقالةَ مسؤولٍ وهو في مكتبه، أو نقله إلى مكانٍ آخر، أو جلوسه كخبير يتمتع بما تبقّى له من مدة خدمة.
نحن لا نتطلع أبدًا إلى تغليب سياسة العقاب ولا نتمناها، لكن هناك بالفعل من يستحق ذلك وأكثر، حتى ينهض هذا القطاع من كبوته، ويفيق من غفوته، بعد أن مرت به الأيام وترهّل، وأصبح عظيم الحجم والوزن، لكنه ثقيل لا يقوى على الحركة في وجود مثل هذه النماذج.

ستجد سيارة الوزير عند بوابة كل شركة، في الصباح أو المساء. وربما لن يعرفه بعض من أفراد الأمن المغلوبين على أمرهم، فيسألونه إلى أين هو ذاهب، ولا تثريب عليهم، فهذا عملهم، ويواجههم بابتسامته قائلاً إنه منهم، وقائدهم، وراعي مصالحهم.

هذا ما كنا نتمنى رؤيته بحق، وما زال هناك المزيد.

ربما سيذهب إلى الفرعونية، ليسأل: لماذا لا يتم ربط الحقول المكتشفة بجانبهم؟ وما الذي يقف في سبيل ذلك؟
وسيذهب إلى سوكو وأوسوكو، ليرى ما هو التطور الذي حدث في إنتاجهم بعد إسناد حقولهم المتقادمة إلى مستثمرٍ عساه أن يكون أوفى بالعهد والشروط.
سيذهب إلى الشركة الصغيرة التي تقع على قارعة الطريق، والتي تُدار بالنظام العائلي، ليرى عاملين قابعين في غرفةٍ معزولة، لا يعملون، وكل ذنبهم أنهم جاؤوا إلى شركة لم يختاروها ولم يطلبوها، ثم بعد ذلك نطالب بعمالةٍ مؤقتة لعدم وجود كوادر، بينما هناك من الجالسين العاطلين الكثير، يتقاضون مرتبات وحوافز أيضًا!

ربما يذهب إلى عجيبة، ليُشيد بجهودهم في تطوير إنتاجهم، ويثني على محاولاتهم المضنية للحفاظ على كل قطرة زيت وكل قدم غاز، ويطالبهم بالمزيد.
وربما يمرّ في طريقه لوداع من اقترب تقاعده.

سيذهب إلى شركة النصر للبترول، ليرى أبناءه أمام أفران النار، ويطمئن عليهم، ويجبر بخاطرهم، ويرى انجازات رئيسها .

سيذهب الوزير إلى صان مصر، ليرى قلعة شامخة من قلاع الصيانة، وورشًا عامرة بالرجال القادرين على تغيير وجه الحياة في الصحراء القاحلة أو المياه العميقة الموحشة.

سيذهب إلى الإسكندرية للبترول، ليطمئن على إجراءات السلامة، وربما يتجه إلى إيلاب، ليرى مصانعها ويطمئن على عامليها وانجازاتهم. 

سيذهب هنا وهناك ، ليرى ويتقصى الأوضاع، ويشدّ على يد كل مجتهدٍ مثابر، ويُطيح بكل من اعتقد في نفسه أنه “ هدية منحتنا إياها السماء”.

إنها أيامٌ لا هوادة فيها، ونحن في معترك أزماتٍ عالميةٍ طاحنة تعصف بالدول من حولنا واستقرارها.
أيامٌ لا يوجد بها مكانٌ سوى لكل عاملٍ مجتهد، يدرك معنى المسؤولية الوطنية، وقيمة ما يوفره له وطنه من أمن واستقرار. أما أدعياء المؤامرة والعمل في الخفاء، فلهم تعد المقاهي وقراءة الجرائد.

مرحلةٌ جديدة سنرى فيها تطورات على أرض الواقع، تنفض عنّا غبار الكسل والتواكل.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط