الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446

مجرد رأي…أين صلاح عبدالكريم وإبراهيم مكي من المهندس حسام الفهمي ؟

2053
المستقبل اليوم

في ظل معاناة قطاع البترول وشركاته من عدم وحود قيادات وأن القطاع قد نضب ، نجد قيادات كثيرة واعية وناجحة وحققت إنجازات على أرض الواقع ، شبه مجمدة في أماكن ، من الممكن أن تُسند إدارتها لأي موظف ولو حتى من الصف الرابع ، من المفترض أن قطاع البترول والبتروكيماويات، لا ينجو إلا بمن يملك رؤية، ولا يحقق النجاحات إلا بمن يجيد قراءة الواقع واستشراف المستقبل.

هكذا كان المهندس حسام الفهمي، رئيس مجلس إدارة شركة PLS، الذي استطاع أن يحوّل شركة مثقلة بالخسائر، إلى كيان ربحي، ويحقق نمواً ملموساً في الإيرادات في صورة مشرقة تستحق التقدير.

التقارير السنوية اكدت ذلك، فقد أعلن حسام الفهمي من قبل عن طي صفحة الخسائر المرحلة التي وصلت لأرقام مهوله ، وهي ارقام كانت كفيلة بإغلاق أبواب أي كيان اقتصادي عاجز عن التجدد، لكن بعزيمته، وفكره الفني والإداري المختلف، حقق أرباح.
هذا التحول اللافت لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة إستراتيجية إنقاذ شاملة تبناها حسام الفهمي، اعتمدت على ترشيد النفقات وخفض المصروفات غير الضرورية وتنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على مصدر وحيد وإدارة محفظة مالية باحترافية قلّ نظيرها ، والتخلص من الأصول غير المستغلة مثل خردة المصنع القديم .

ربما لا يعرف الكثيرون أن حسام الفهمي هو صاحب دراسة مشروع سلاسل الإمداد في قطاع البترول، وهو مشروع استراتيجي كان من شأنه إعادة هيكلة عمليات التوريد والتوزيع بما يخدم أهداف الدولة في ترشيد الموارد وتحقيق أعلى كفاءة تشغيلية. لكن ، وللأسف ،لم يُكتب لهذا المشروع الحيوي أن يرى النور ، إلا عن طريق تأسيس شركة جديدة ، كان حسام الفهمي بعيداً عنها.

كذلك، لا يمكن إغفال أن حسام الفهمي كان صاحب دراسة مشروع وقود الطائرات، وهو أحد الملفات المهمة في قطاع البترول نظراً لحساسيته الاستراتيجية، وارتباطه المباشر بقطاع الطيران، الذي يُعد واجهة اقتصادية للدولة. ورغم ذلك ، لم تُستثمر جهود الفهمي في هذا المشروع ، وظل كما هو .

ورغم هذه النجاحات المُثبتة، والأفكار الرائدة، إلا أن المهندس حسام الفهمي ، ومعه الكثير من القيادات ذات الكفاءة والخبرة ،لا يُستفاد منهم بالشكل الأمثل داخل وزارة البترول ، وكأن هناك إصرار على أن نجعل المتميزين مجرد مديري شركات دون تمكين حقيقي يوازي ما يمتلكونه من قدرة على تقديم الإضافة.

إذا كانت وزارة البترول قد استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة في العديد من الملفات، فإنها لابد وأن تسارع اليوم بتغيير فلسفة الاستفادة من الخبرات، فبدلاً من التقاعد المبكر أو التدوير الإداري التقليدي، يجب أن يكون هناك مسار للاستفادة الاستراتيجية من القيادات أصحاب الرؤية، سواء عبر مجالس الإدارة أو تكليفات خاصة بمشروعات قومية، أو حتى مراكز دراسات وبحوث وهو ما يعادله نيابة في الشركة القابضة للبتروكيماويات.

حتماً الوقت لا ينتظر، والقطاع يواجه تحديات عديدة تستلزم فكرًا غير تقليدي، وإدارة ذات خبرة حقيقية بالسوق وتغيراته، وقراءة عميقة للأزمات العالمية القادمة. والمهندس حسام الفهمي هو نموذج حي لقائد استطاع أن يقلب الموازين، ويحقق الربحية ويذيب جليد الخسائر، فهل يُعقل أن نترك هذه القامات بلا استفادة تليق بما حققوه من نجاح؟

إن إنقاذ شركة PLS على يد حسام الفهمي ليس مجرد إنجاز، بل درس يستحق التوقف أمامه، والتأمل فيه، والاستفادة من رواده، قبل أن تضيع الفرصة وتُهدر الخبرات، وأعتقد انه يمكن الاستفادة منه في محال التكرير ، خاصةً ولدينا تحارب سابقة عن قيادات كانوا يعملون في قطاع البتروكيماويات ، وتولوا بعض معامل التكرير .

#سقراط




تم نسخ الرابط