رسالة للوزير: المعاش التكميلي زاد لأشخاص بعينهم

شاركنا الجميع فرحتهم بانعقاد الجمعية العمومية لنظام المعاش التكميلي، واحتفينا بجهود مُخلصة سعت لإنصاف أصحاب المعاشات بعد سنوات العطاء الطويلة ، ومع أننا لسنا من المستفيدين لا من قريب ولا من بعيد ، إلا أننا دعمنا هذه الخطوة من منطلق الإيمان بالعدل والوفاء لرواد هذا القطاع.

لكن، ومع صدور القرارات، علت أصوات الغُبن والاستياء. فوجئنا – كما فوجئ كثيرون – بأن الزيادات جاءت منقوصة، لا تعكس حجم المطالبات، ولا توازي سنوات العمل التي أفناها كثيرون في خدمة قطاع البترول. بدا وكأن القرارات صُممت لتُرضي شريحة بعينها، على حساب الأغلبية التي أسست هذا النظام، ورفعت أركانه.

فهل يُعقل – يا معالي وزير البترول – أن يتقاضى أحدهم معاشًا قدره 1300 جنيه، بينما آخر يحصل على 8000 جنيه؟!وهل يُنصف التاريخ من أقر زيادة لا تتجاوز 120 جنيهًا لمن تجاوز الثمانين من عمره، وخدم القطاع ثلاثين أو أربعين عامًا بإخلاص؟!

نعم، نُقِرُّ أن ما تحقق جاء بعد مجهود كبير تُشكر عليه جمعية معاشات قطاع البترول، لكن العدالة – كما نراها – لم تكتمل، والفرحة لم تعمّ الجميع.

لقد طالبنا مرارًا بأن تكون الزيادة بقيمة مالية موحدة للجميع، لا كنسبة مئوية تُكرِّس الفوارق وتُكرم من ناضلوا لقيام هذا النظام بالفتات.

نحن لا نُنكر ما بُذل، ولا نُقلل مما تحقق، لكننا نُذكّر أن الحق أولى أن يُقال، وأن الإنصاف لا يكتمل إلا حين يشمل الجميع.

لذا نناشدكم بإعادة النظر في القرار، وأن تضعوا نصب أعينكم من كانوا يوماً عصب هذا القطاع، وبذلوا أعمارهم دون انتظار جزاء أو شكر، فلا تتركوا الفرحة منقوصة، ولا تُقصوا من يستحق العدل والكرامة بعد رحلة عطاء امتدت لعقود، وتكرموا من حصد الزرع جاهزاً دون بدل أو مشقة .