مجرد رأي..أقال رئيس الشركة وطار إلى القاهر 2

في هدوء يُحسد عليه، قام الوزير بإصدار قرار إقالة رئيس شركة بدر الدين بعد زيارة خاطفة لمقر الشركة، ثم طار إلى حيث موقع الحفار الجديد القاهر 2. ما بين الحدثين مسافة زمنية لا تُذكر، ولكن تفصل بينهما مساحة كبيرة في نوعية الشركتين؛ فبينما تَعْتري الأولى الشكوك وتثقلها المشاكل، نُقلت القيادة إلى شركة أخرى أصبحت تمتلك مستقبلاً واعدًا وعريضًا، نفضت عن نفسها ثوب الإهمال والخمول، وأعادت بناء ذاتها، وهي الشركة الحديثة للحفر.
ترتيبات الزيارة، ومنذ لحظات وصول الوزير بمروحية هبطت على متن الجهاز، بدا واضحًا أنها أُعدت جيدًا، خاصة على مستوى الأمن والسلامة، حيث تم تلافي الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها شركة شمال سيناء، ويبدو مهبط الطائرة على الجهاز في غاية الروعة والإتقان.
اللحظات الأولى لنزول الوزير من على متن المروحية بدت على ملامحه علامات الغضب والانفعال، وهو معذور، لأنه قادم ومداد قرار الإقالة والتنقلات لم يجف بعد.
ولكن بعد تجوله في هذا الصرح الهائل، انفرجت أساريره وتغيرت ملامحه إلى الهدوء، واستطاع كلٌّ من المهندس محمود عبد الحميد والمهندس تامر صلاح أن يغيرا الأجواء لتكون بُشرى المستقبل أقوى من هموم الواقع.
إنجاز كبير يُحسب لرئيسي شركتي إيجاس والشركة الحديثة للحفر بقيادة المهندس المكافح تامر صلاح، الذي حقق معجزة بكل المقاييس بعد مرحلة طويلة من فشل الآخرين.فقد تغيّر وجه الشركة وأصبحت تملك أحدث الأجهزة، واستطاع أن يضعها في مصاف الشركات الكبرى.
ويُحسب للمهندس محمود عبد الحميد أنه ضرب عصفورين بحجر واحد، باستخدام جهاز تملكه شركته في تنمية حقل التمساح الواعد، الذي أعتقد أنه الحقل الوحيد في البحر المتوسط القادر على إحداث نقلة نوعية هائلة في إنتاج الغاز المصري. وسيكون هذا البئر هو إنجاز العمر له، وفاتحة خير على قطاع الغاز بعد طول انتظار.
هكذا يكون العمل الذي يستحق التقدير والثناء، وتلك هي خطوات المستقبل كما ينبغي لها أن تكون.
هؤلاء هم أهل الصنعة — أي صنعة — مشغولون بالفعل لا بالجدل، وبالتخطيط لا بالتنظير، وبالإنجاز لا بتوزيع الاتهامات.
من ينهمك في تحقيق العمل الحقيقي نادرًا ما يجد وقتًا للمهاترات، لأنه يعرف أن الضجيج لا يصنع تقدمًا، وأن النتائج أبلغ رد على أي تشكيك.
أما الجلوس رهينة المشاكل، وإلقاء المسؤولية على الآخرين، فمصيره دومًا الحذف من قاموس العمل.
تهنئة مستحقة لـ إيجاس والشركة الحديثة للحفر على هذا الإنجاز الرائع، الذي يعبر بالفعل عن عزيمة صلبة ضد كل الظروف الصعبة. وسيظل الواقع يثبت، في كل مرة، أن الصوت العالي لا يبني وطنًا، وأن «الفتاوى السريعة» لا تحل أزمة، وأن من يحرقون أعمارهم في ميادين العمل — سواء في الحقول أو خلف المكاتب أو في المصانع — هم وحدهم من يكتبون التاريخ.
أما المتفرجون، فمهما علت أصواتهم، فلن يتركوا وراءهم سوى ضجيج يتلاشى في الأفق.
زيارة أعادت الثقة في قطاع البترول بأنه ما زال يملك قيادات على مستوى المسؤولية، وجعلت الوزير يغادر مبتسمًا بعد أن وصل عابسًا.
دعونا نشاهد حديث الوزير اليوم في التاسعة مساءً على قناة DMC.
والسلام،،
سقراط