كان لنا جولات مع فكرة اعادة احياء هذا المؤتمر الذي يقام في مدي الاسكندرية بالتبادل مع مدينة رافينا الايطالية كل عامين  . توقفه اعقاب جائحة كورونا كانت اضطرارية للظروف التي كان يمر بها العالم وصعوبة التنقل والسفر من بلد لأخر ، وبعد انتهاء اعوام الجائحة واثارها واجهنا بعدها الازمة الاقتصادية العالمية نتيجة الحروب بين دولتين هم من اكبر شركاء مصر التجاريين وخاصة في مجال استيراد المواد الغذائية وبصفة خاصة القمح الذي تأثرت اسعاره واسعار شحنه الي اضعاف مضاعفة، ثم بدأت الحرب علي الحدود الغربية والشرقية والجنوبية للبلاد في تسلسل غريب ومريب لمشاكل ادت لدخولنا ضائقه اقتصادية ومالية غير مسبوقة . 

ارتفعت الاسعار بشده وتهاوت الايرادات من عديد من الموارد . ثم حلت علينا مشكله تناقص انتاج الغاز حتي تكتمل حبات عقد المشاكل . كل هذه المشاكل اجتمعت علي موارد مصر من العملة الصعبة والتي ادت الي ازمة حادة في تسديد مستحقات الشركاء الاجانب في قطاع البترول واثرت بشكل كبير في وتيرة العمل والتنمية ورسمت اثرها علي اداء الحكومة السابقة . وكان اتجاه الترشيد واجباً و ضرورة في كل المجالات وفتحنا فيه ملفات المؤتمرات والاجتماعات والجمعيات العمومية وبدلات الحضور واستخدام السيارات و كل ما يدخل في بنود الانفاق . وكان توجهنا هو الترشيد ولم يكن ظلامياً علي الاطلاق يريد اطفاء كل مشاعل النور والمعرفة والعلم . كانت مبرراتنا واضحة ان العلاقة مع الشركاء تحتاج التصرف بحكمة و رويه وان لا نحملهم تكاليف طوفان السفر والاقامة في الاسكندريه التي تصبح ملكاً لقطاع البترول في ايام المؤتمر الثلاثة ، فيها تتجه اعداد غفيره من كل شركة صوب المدينة الساحرة وكأنهم حجيج المشاعر المقدسه  لقضاء ايام ممتعه لا ايام التروية  . لا نري غضاضه في ذلك طالما الظروف تسمح ، فأي احتفاليه كبري يجب ان تكون عامره بمختلف الانشطه ولسنا ضد هذا ،ولكن ما اوضحناه مراراً ان الظروف صعبة ولا يوجد جديد او اكتشافات جديدة يمكن ان يقدمه او يناقشها المؤتمر في هذا الوقت تحديداً واقترحنا تأجيله الي وقت اخر تكون الامور فيه استقرت و تكون عجلة العمل دارت من جديد. 

ما رأيناه من قرار الوزير باقتصار المؤتمر علي الشق الفني دون المعرض هو ارهاصات لمواقف جديدة تبدو انها تستمع لما يقال وتؤمن بالتوجه الاعلامي الهادف وتبتعد عن سياسة العناد التي عانينا منها كثيراً . القرار الاخير يعطي احتراماً لتوجهات الرأي العام ولا يناطحها او يستثيرها كما يفعل بعض القيادات بصورهم الاستفزازيه . 

تصوير الاجتماعات هو حق اصيل لنشاط الوزير دون غيره لأنه يقع ضمن النشاط السياسي له ،اما صور الجمعيات والمؤتمرات والزيارات فهي تثير حنق عامه الناس وهم يعانون من غلاء معيشه طاحن في كل مناحيها . توجه صحيح للوزير وللمسئولين عن المؤتمر واولهم المهندس اشرف بهاء تجاه اقامه المؤتمر ، ونتمنى ان تكون هذه الدورة بداية جديدة لعودة الغائب .
والسلام ،، 

#سقراط