د أحمد هندي يكتب: سكان الأهرامات البترولية الثلاثة!
يتكون قطاع البترول المصري من ثلاث أهرامات تتشابه مع أهرامات الجيزة، يمثلون الأوتاد التى يقوم عليها الأقتصاد القومي، ومنذ نوفمبر ٢٠١٦ أصبح للأهرامات البترولية الثلاث دورا بالغ الأهمية، ولكن ما هو حال السكان؟
أستقراء الأهرامات الثلاث التى يتشكل منها قطاع البترول نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة قطاعات وهي، العام، والمشترك، والأستثماري، ووفقا للتشبيه الهرمي نجد انها :
الهرم الأول :
القطاع العام وشركاته هي العامة للبترول - السويس - القاهرة - النصر - الأسكندرية - العامرية - أسيوط - البتروكيماويات - الأنابيب - التعاون - مصر - بتروجاس.
الشركات المملوكة للهيئة العامة للبترول بنسبة ١٠٠٪، وسكان هذا الهرم لهم طبيعة خاصة بأعتبارهم جزء لايتجزأ من الدولة العميقة بكافة صورها َتعاملاتها.
الهرم الثاني :
القطاع المشترك أو الأنتاجي.
فهى الشركات المنتجة للخام ويتم تأسيسها بموجب قانون يصدر من مجلس النواب بالتعاقد مع الشركة الأجنبية، وهذا الهرم يمثل الحقول والآبار البرية والبحرية. ومثال لهذه الشركات على سبيل المثال لا الحصر.
شركات جابكو - أوسوكو - بترول أبوقير - بتروبل - سوكو - بتروجلف - عجيبة - بدر الدين - الأمل - بتروزيت - العلمين - خالدة - رشيد - الواحة - مجاويش - قارون - زيتكو - جمسة - جنوب الضبعة - عش الملاحة - برج العرب - المنصورة - الحمر أويل - مارينا - بتروشهد - بتروعلم - الغرعونية - الوسطاني.
الهرم الثالث :
القطاع الخاص والأستثماري
وهي الشركات التى تخضع لقانون خاص أو قانون الأستثمار..
ومثال للشركات الخاصة المنشأة بموجب قانون خاص مثل شركات سوميد - بتروجت - إنبي - خدمات البترول الجوية - شركة الحفر المصرية!
أما الشركات الأستثمارية الخاضعة لقانون الأستثمار مثال شركات، غاز مصر - جاسكو - ميدور - ميدتاب - إيبروم - إيثدكو - سيدبك - بتروسيف - موبكو - صان مصر - خدمات البترول البحرية - إيلاب - ثروة - سينو ثروة..
ويصعب تحديد الهرم الأكبر فى كل شئ من بين الأهرامات الثلاث، حيث يتفاوت مستوى سكان كل هرم، ولكن يمكن أن نضع فرضية أن القطاع المشترك الأنتاجي يعد الهرم الأكبر، إلا أن سكانه لا يأتون على قمة الدخل نتيجة الشريك الأجنبي والنفقات الكثيرة ومنها على سبيل المثال أيجار المقرات، والعمال فى الحقول والوحدات الأنتاجبة يعانون بالرغم من انهم يعملون وسط الصحراء أو وسط البحر، والمميز من سكان هذا الهرم هم مديرى العموم ورؤساء مجالس الأدارات أما من سواهم يحتاجون نظرة!
سكان الهرم الثاني أو الهرم الأوسط وهم الوسطاء فلا وجود لهم من دون الهرم الأكبر والأصغر، حيث يظلهم الهرم الأكبر القطاع الأنتاجي، ويمتصون الهرم الأصغر لأن قانونهم يسمح لهم بذلك.
ويتميز سكان الهرم الثاني انهم أولاد الذوات والأكابر، حيث أن الأجور التى يحصل عليها بعض العاملين في هذه الشركات تتجاوز دخول بعض الوزراء، ودخول المحافظين!!
نأتي إلى سكان الهرم الأصغر القطاع العام وسكانه من المساكين الذين لايستطيعون الخروج من تحت الهرم إلا فى حالة وجود واسطة جامدة قوي، فليس لديهم الفرصة مثل سكان الهرم الأول والثاني من حيث الترقيات والتنقلات والمميزات والسفريات والبدلات، فلاوجه للمقارنة، فعندما تخرج حركة تنقلات بين قيادات الإدارة العليا تجدها بين الهرم الأول والثاني ولايدخل فيها سكان الهرم الأصغر، ولايوجد مبرر لذلك فهناك قيادات - شاخت - ومهما تميزت او تفوقت فى الأداء فهى محلك سر حتى الخروج للمعاش.
والواقع التطبيقي كاشف ولايحتاج لمبررات واهية سكان الهرم الثالث القطاع العام لايحظون بالرعاية والأهتمام مثل سكان الهرم الأكبر والأوسط، حتى أن مسألة الهيكلة وبرامج التحديث والتطوير من الملاحظ أنها يشوبها الغموض، فما هى الفروض الأحتمالية لسكان الهرم الأصغر فى الهيكلة طبقا للأوضاع الراهنة.
تتوالى السنوات وحال الهرم الأصغر وسكانه كما هى هرم خوفو وهرم خفرع، لاعلاقة لهم بهرم منقرع!!!
فمن يبدأ تعينه فى الهرم الأول أو الثاني من السهل عليه الأرتقاء والتطور على شاكلة نظرية النشوء والأرتقاء عند داروين، اما سكان الهرم الثالث لايستطيعون الأقتراب من الأهرامات الأخرى، فإذا سمعت أن أحد سكان الهرم الأصغر أنتقل إلى الهرم الأكبر أو الأوسط، فأعلم أن الوسيلة ليست الكفاءة والأجادة والأتقان، وإنما الوسيلة واسطة كبيرة لديها القدرة على تخليص منقرع من ترتيبه الثالث.
ومما لاشك فيه أن جميع العلماء لايستطيعون تحقيق مبدأ المساواة بين الأهرامات الثلاثة، لأن الكبير كبير، حتى أن الهيكلة المرتقبة لن تغير من وضع منقرع فهو الهرم الأصغر !