شخصيات…خالد الحديدي..قصة نجاح لرمز من رموز البترول
يعتبر المهندس خالد الحديدي ، أحد الأسماء البارزة التي سطعت في سماء شركة إنبي وقطاع البترول المصري. وهو واحد من أبرز الرواد الذين ساهموا في تأسيس شركة إنبي، وأحد الرموز التي ساهمت في تعزيز مكانة القطاع محليًا ودوليًا.
خلال مسيرته الممتدة لما يقرب من 40 عامًا، أظهر المهندس خالد مهارات قيادية فريدة، وامتاز بقدرته على اتخاذ القرارات وحل المشكلات، إلى جانب نزاهته واحترامه لزملائه. كان دائمًا متعاونًا وصاحب باب مفتوح للجميع، يُلجأ إليه الكل لحل المشكلات وتقديم الدعم، مما جعله مثالاً يُحتذى به في الأخلاق وحسن التعامل.
مسيرته التعليمية والمهنية:-
تخرّج المهندس خالد الحديدي من كلية الهندسة، قسم الميكانيكا، بجامعة حلوان عام 1970. بدأ حياته المهنية في الترسانة البحرية بالإسكندرية، ثم انتقل للعمل في شركة سماد طلخا لمدة عشر سنوات، قبل أن يلتحق بشركة إنبي للبترول عام 1980.
ساهم المهندس خالد في تأسيس الإدارة الميكانيكية والآلات الدوّارة في شركة إنبي، وهو ما أكده المهندس مصطفى الرفاعي، مؤسس الشركة، في كتابه “إنبي: قصة كفاح وتحديات”. هذا الإنجاز كان حجر الأساس في تطوير الشركة، التي أصبحت نموذجًا رائدًا في قطاع البترول.
مناصب وإنجازات:-
ترقّى المهندس خالد الحديدي من مدير إدارة الهندسة الميكانيكية إلى مدير عام المشروعات، ثم إلى مساعد رئيس الشركة للمشروعات في عام 2002. كما تولى مهمة سكرتير عام نادي إنبي ثم رئاسته، حيث أحدث نقلة نوعية في النادي من خلال وضع لوائح إدارية حديثة وتطبيق الاستثمار الرياضي لأول مرة في قطاع البترول.
تحت قيادته، تمكن النادي من الصعود من دوري المظاليم إلى الدوري الممتاز، ليصبح واحدًا من أبرز الفرق. كما لعب دورًا أساسيًا في إنشاء المنشآت الرياضية الكبرى مثل نادي القطامية ونادي سكاي واستاد بتروسبورت، عندما تولى منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بتروسبورت عام 2004.
وفي عام 2007، أُسند إليه منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة خدمات البترول البحرية، حيث حقق نجاحات ملحوظة انعكست على الإيرادات وأداء الشركة، إلى أن تقاعد في نوفمبر 2008.
مرحلة جديدة من العطاء:-
بعد التقاعد، لم تتوقف مسيرة المهندس خالد الحديدي. استعان به رجل الأعمال محمد فريد خميس لإدارة مشروع مصانع إنتاج البروبلين والبولى بروبلين في بورسعيد. رغم التحديات، نجح في إتمام المشروع بكفاءة عالية، مما أهّله لتولي منصب مدير عام المصانع في عام 2013 ثم العضو المنتدب للشركة في 2017. استطاع خلال هذه الفترة تحقيق طاقات إنتاجية غير مسبوقة تتماشى مع التصميمات الأصلية للمصانع.
نهاية مشوار حافل:-
اختار المهندس خالد الحديدي التقاعد في عام 2019 بعد مسيرة استمرت 50 عامًا مليئة بالإنجازات والتفاصيل الملهمة. قرر قضاء وقته مع أسرته وأحفاده، بعد أن قدّم مثالاً يحتذى به في العمل الفني والإنساني على حد سواء.
درس للأجيال القادمة:-
تمثل قصة المهندس خالد الحديدي مصدر إلهام للشباب الطموح. فهو نموذج يحتذى به لكل من يسعى للنجاح والتأثير الإيجابي، ليس فقط في الجانب المهني، ولكن أيضًا على المستوى الإنساني والاجتماعي.
الخلاصة:-
المهندس خالد الحديدي لم يكن مجرد قائد في قطاع البترول، بل كان رمزًا للإخلاص والابتكار والإدارة الحكيمة. ترك بصمة لا تُنسى في كل مكان عمل به، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي يتطلب مزيجًا من الكفاءة المهنية والروح الإنسانية.