ريهام علفه..تمكين الواقع وعدالة التمكين
في 30 سبتمبر الماضي من هذا العام 2024 أصدر المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية قراراً بتكليف المهندسة ريهام محمد سيد أحمد أحمد، والشهيرة ب "ريهام علفة" ،رئيساً لمجلس إدارة شركة الإسكندرية للبترول ، على ان يسري القرار اعتباراً من (٢٠٢٤/١١/٢١) ،
وقد جاءت مبررات القرار ، أن ذلك يأتي ذلك في إطار رؤية وزارة البترول والثروة المعدنية وحرصها على الإستثمار في الثروة البشرية ، وإستكمالا لجهود تحديث قطاع البترول المصري بما يتماشى مع إستراتيجية مصر 2030 ، حيث تسعى الوزارة لضمان استمرارية تطوير مختلف أنشطة القطاع وخاصة في مجال الموارد البشرية، الذي يعد عنصراً أساسياً ومحفزاً للتنمية الشاملة والمستدامة ، وتأكيداً من الوزارة على إيمانها بالدور الحيوي والفعال الذي تقوم به المرأة في صناعة البترول بإعتبارها شريكاً أساسياً في تحقيق التقدم والتطوير.
ولمن لا يعرف ريهام علفة، فقد حصلت المهندسة ريهام علفة على درجة البكالوريوس في الهندسة بتخصص الكيمياء من جامعة الإسكندرية عام 1997، ثم عملت كمعيدة في القسم ذاته لمدة عامين ، وفي عام 2001، التحقت بالعمل في شركة العامرية لتكرير البترول في مجمع الألكيل بنزين، وتولت منصب مدير عام الإدارة العامة لتخطيط الإنتاج وعضو مجلس إدارة الشركة في عام 2019.
وفي عام 2024، تولت منصب مساعد الإنتاج في شركة إيلاب، وخلال مسيرتها المهنية، أشرفت على العديد من المشروعات والبرامج، بما في ذلك الانتهاء من منظومة تخطيط الموارد المؤسسية (ERP) الخاصة بالإنتاج، ومنظومة البرمجة الخطية، إضافة إلى إكمال نظام القياس الرقمي للمستودعات، ومشروع ربط نظام (SCADA) وإحلال وتجديد الخطوط والمستودعات.
وربما لا أعرف شخصياً المهندسة ريهام علفه ، وإن كانت سيرتها الطيبة كسيدة أولاً وكمهندسة منخرطة فى العمل العام ثانياً، يسبقاها فى الإحترام والنزاهة والخُلق الطيب ، لكنِ أعرف شركة الإسكندرية للبترول ، باعتبارها صرحاً عظيماً ورحماً خرجت منه كل شركات البترول بالإسكندرية . وأعرف أيضاً أن شركة الاسكندرية للبترول بقدر عظمتها ، بقدر انها شركة عصيةً بشكل كبير على من يتولاها ، فلم يسبق لسيدة أن تولت هذه الشركة ، لما لهذه الشركة من طبيعة وتفاصيل لا احب الخوض فيها .
ما أقصده "والله من وراء القصد"، فقد كان بمقدور الوزير وهو يريد تمكين المرأة أن يُعين المهندسة ريهام رئيساً لشركة أكبا ، أو لشركة أسبك ، أو رئيساً لأي معمل بترولي ليس بحجم الاسكندرية للبترول ، ولا اقصد حجم العمل ولا التعداد ، ولكنِ اقصد التفاصيل ، وهذا ليس نقصاً ولا انتقاصاً ولا تقليلاً من أهمية وقوة المهندسة ريهام علفه ،فقد اثبتت نجاحها في كل موقع تولته وكل وظيفةً تقلدتها، لكنه رأفةً بها كسيدة تخطو أولى خطواتها في نادي رؤوساء الشركات “وهذه وجهة نظري”.
الكل يعلم مدى المشاكل المتراكمة وحجم الجهود التي تحتاجها شركة الإسكندرية للبترول ، وضغوط كهذه على سيدة كالمهندسة ريهام علفه ، لا يمكن أن تُرضي أحد ، لأنه لا قدر الله ولم تتحمل كل هذه الضغوط ، وإذا حدثت ظروف قاهرة فوق طاقتها ،فهل سنقول ان تجربة تمكين المرأة قد فشلت !
الواقع والعقل والمنطق ، يقولون أن مهندسة كهذه ، صغيرة السن ، لديها خبرات في الإدارة الوسطى ، كان من الأولى أن تتولى رئاسة شركة متوسطة وليست صغيرة ، شركة إستثمارية ، تستطيع من خلال لوائحها وقوانينها أن تطوعها للتحديث والتطوير ، لأن هناك فارق كبير بين مهندسة عمرها 50 عاماً ولديها طموحات تريد تحقيقها ، وبين مهندس او كيميائي عمره 55 او 57 عاماً ، ولا يريد سوى أن يكون رئيس شركة ، الشباب لديه طموحات ودراسات وافكار ، ووجوده في شركة استثمارية يجعله كالفارس الذي يجري بلا جواد ، يريد الوصول والانجاز ، ولهذا فإنني وإن كنت لا أعرف المهندسة ريهام علفه بشكل شخصي ، إلا أنني اطالب بتوليها رئاسة شركة من الشركات الإستثمارية ، فهي أحق من غيرها ، والقطاع أحق بتصعيد وتمكين شبابه وليس قتلهم مبكراً ، وإذا كنا نريد تمكيناً حقيقياً فلنضع الشخص المناسب فى المكان المناسب ، حفاظاً عليه وإظهاراً لحُسن النوايا .