رموز بترولية…محمود نظيم
من العلامات المميزة لقطاع البترول المصري انه جمع بين جدرانه واركانه وشركاته ، رموز كبيرة ظلت لسنوات تحكي عن القطاع ، ويتحاكى بهم الناس ، رموز كانوا رجالاً اشداء صامدين في كل المواقف ، ساهموا في نهضة القطاع وعلو شأنه ورفع رايته عالية خفاقة لسنوات .
وقد ظل قطاع البترول في عنان السماء حتى وقت قريب ، مدرسة تخرج جيلاً وراء جيل ، كل جيل يتناقل ما فعله الجيل الذي سبقه ، علماً وتعلماً وادباً وتأدباً ، وهذا هو سر قوة القطاع ، لكنه ضعف عندما تولى أمره أشخاص لا نعرف من أين جاءوا ولا تجمع بينهم وبين القطاع صلة .
من هؤلاء الرموز المهندس محمود نظيم ، الذي عمل بقطاع البترول قرابة ال40 عاماً ، حتى عندما بلغ سن المعاش لم يكن ببعيد عن المشهد ، بل انه لايزال يعيش في ذاكرة الناس عامتهم وخاصتهم، لا سيما المجتمع السكندري .
لم يكن محمود نظيم مجرد قيادة بترولية كغيرها ، فقد كان رمزاً مؤسساً لشركات كثيرة ، منها: أموك وإيبروم واكبا واسبك وميدور ، وساهم في تطوير شركة الاسكندرية للبترول ، بل ويعتبر باني نهضة ميدور ، وهو الذي دشنها مع رجال نشهد لهم بالكفاءة والشطارة والعمل الجاد والوطنية المفرطة، عندما كانت قطعة صحراء لا زرع بها ولا ماء .
تذكرت المهندس محمود نظيم ، أثناء مؤتمر الموك الذي انعقد الشهر الماضي بالإسكندرية ، وكيف يغيب عن المشهد وهو الذي بدأ فكرة الموتمر مع المهندس سامح فهمي في بداية الالفية ، ولأنه اسكندراني الاصل والمنشأ ، فقد كان يهتم بالمؤتمر ويجعله خلية نحل لكل القادمين اليه .
محمود نظيم ظل لسنوات طويلة يعتني بالموك وكأنه ابناً له ، مؤمناً بأنه وجهة مصر لجذب الاستثمارات البترولية ، وحتى نهاية دورته الأخيرة في عهد الوزير السابق طارق الملا ، كان حاضراً ، لكنه غاب في الدورة الماضية عندما غاب الوعي وطفى النسيان على الذاكرة ، فعمدوا الى تناسي كل من قدم وساهم في بناء هذا المؤتمر ، ولذلك خرج المؤتمر عن سياقه ، والذي كان منه تواجد الرموز بشكل كبير .
محمود نظيم كان ضلعاً من اضلاع المثلث الذي كان يعد للاحتفال بعيد البترول ، وللاسف ورغم ان الاحتفال يعقد بالاسكندرية لم يتم دعوته للحضور ، وكأن الأرض التي يقام عليها الاحتفال لم تشهد وطأة قدم محمود نظيم ، وكأنه لم يكن يوماً رئيساً ولا ناهضاً بشركة الإسكندرية للبترول .
لقد عمل محمود نظيم ، رئيساً لعدة شركات ، منها ما قام نظيم بوضع لبنتها الأولى ومنها ما تقلده بعد التأسيس بسنوات ، لكن تبقى فترة تواجده داخل ديوان الوزارة وكيلاً أول لشئون البترول ، فترة حاكمة وحاسمة ، فكان الى جوار عدد من الوزراء ناصحاً ومرشداً ومتخذاً للقرار ، يحج الى مكتبه كل القيادات لإقامة وتدشين المشروعات ، ولذا فإن رمزية محمود نظيم لا تكمن في كونه مجرد قيادة ، بل احد الذين صنعوا نهضة القطاع خلال الثلاثين عاماً الماضية .والسلام .
#سقراط