السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

رموز بترولية…محمود نظيم

4062
مهندس محمود نظيم
مهندس محمود نظيم

من العلامات المميزة لقطاع البترول المصري انه جمع بين جدرانه واركانه وشركاته ، رموز كبيرة ظلت لسنوات تحكي عن القطاع ، ويتحاكى بهم الناس ، رموز كانوا رجالاً اشداء صامدين في كل المواقف ، ساهموا في نهضة القطاع وعلو شأنه ورفع رايته عالية خفاقة لسنوات .

وقد ظل قطاع البترول في عنان السماء حتى وقت قريب ، مدرسة تخرج جيلاً وراء جيل ، كل جيل يتناقل ما فعله الجيل الذي سبقه ، علماً وتعلماً وادباً وتأدباً ، وهذا هو سر قوة القطاع ، لكنه ضعف عندما تولى أمره أشخاص لا نعرف من أين جاءوا ولا تجمع بينهم وبين القطاع صلة .


من هؤلاء الرموز المهندس محمود نظيم ، الذي عمل بقطاع البترول قرابة ال40 عاماً ، حتى عندما بلغ سن المعاش لم يكن ببعيد عن المشهد ، بل انه لايزال يعيش في ذاكرة الناس عامتهم وخاصتهم، لا سيما المجتمع السكندري .

لم يكن محمود نظيم مجرد قيادة بترولية كغيرها ، فقد كان رمزاً مؤسساً لشركات كثيرة ، منها: أموك وإيبروم واكبا واسبك وميدور ، وساهم في تطوير شركة الاسكندرية للبترول ، بل ويعتبر باني نهضة ميدور ، وهو الذي دشنها مع رجال نشهد لهم بالكفاءة والشطارة والعمل الجاد والوطنية المفرطة، عندما كانت قطعة صحراء لا زرع بها ولا ماء .

تذكرت المهندس محمود نظيم ، أثناء مؤتمر الموك الذي انعقد الشهر الماضي بالإسكندرية ، وكيف يغيب عن المشهد وهو الذي بدأ فكرة الموتمر مع المهندس سامح فهمي في بداية الالفية ، ولأنه اسكندراني الاصل والمنشأ ، فقد كان يهتم بالمؤتمر ويجعله خلية نحل لكل القادمين اليه .


محمود نظيم ظل لسنوات طويلة يعتني بالموك وكأنه ابناً له ، مؤمناً بأنه وجهة مصر لجذب الاستثمارات البترولية ، وحتى نهاية دورته الأخيرة في عهد الوزير السابق طارق الملا ، كان حاضراً ، لكنه غاب في الدورة الماضية عندما غاب الوعي وطفى النسيان على الذاكرة ، فعمدوا الى تناسي كل من قدم وساهم في بناء هذا المؤتمر ، ولذلك خرج المؤتمر عن سياقه ، والذي كان منه تواجد الرموز بشكل كبير .

محمود نظيم كان ضلعاً من اضلاع المثلث الذي كان يعد للاحتفال بعيد البترول ، وللاسف ورغم ان الاحتفال يعقد بالاسكندرية لم يتم دعوته للحضور ، وكأن الأرض التي يقام عليها الاحتفال لم تشهد وطأة قدم محمود نظيم ، وكأنه لم يكن يوماً رئيساً ولا ناهضاً بشركة الإسكندرية للبترول .


لقد عمل محمود نظيم ، رئيساً لعدة شركات ، منها ما قام نظيم بوضع لبنتها الأولى ومنها ما تقلده بعد التأسيس بسنوات ، لكن تبقى فترة تواجده داخل ديوان الوزارة وكيلاً أول لشئون البترول ، فترة حاكمة وحاسمة ، فكان الى جوار عدد من الوزراء ناصحاً ومرشداً ومتخذاً للقرار ، يحج الى مكتبه كل القيادات لإقامة وتدشين المشروعات ، ولذا فإن رمزية محمود نظيم لا تكمن في كونه مجرد قيادة ، بل احد الذين صنعوا نهضة القطاع خلال الثلاثين عاماً الماضية .والسلام .

#سقراط




تم نسخ الرابط