شخصيات…فؤاد رشاد..المندوب السامي للغاز
مهما طال بك الزمن وتعاليت في المناصب وبلغت من الخبرة مبلغها فأنك بلا شك مواجه لضائقة او نائبة من نوائب الزمن . هنا فقط لن تجد سوى ابيك دون غيره لتجلس عند قدميه تأخذ النصيحة وتستلهم من كلماته الامل الذي يدفعك للمقاومة وتخطي الصعاب . هذا هو دور الاب في جلال صورته لم يخل اي بيت من بيوتنا منه .
تذكرت كل هذا ونحن نعاني شدة تمر علينا ولا يعلم الا الله مخرجها . استدعى ذهني هذه الشخصية كطوق نجاة توجهت له متلهفاً بحديث عله قارئه . مازال( فؤاد رشاد) يمثل أباً روحياً في مقامٍ عالِ وسامي في بيته الكبير ، بيت يضم بين جنباته شركات وعاملين وارزاق ، واحسست بعمق الحاجة للحديث معه وعنه .
لم يأخذ (فؤاد رشاد) هذا اللقب عن اقدمية او وظيفة او منصب ولكن تبوأه بجدارة الاب الحاني الملتزم المتحمل لكل مشاكل اولاده مهما كبروا في العمر وتعالت بهم المناصب ، كثرة المدح في شخصية هذا الرجل لن ترتقي أبداً لسمو مكانته فمكانة الاب وسنده لا تعادلها درجة او تدانيها مكانه . رجل عمل لقطاع البترول وبلده بمنظور الاب الكبير، ولم يأبه أبداً بأي سلطه او منصب ولكنه كان على الدوام قائماً علي شئون شركات القطاع وابنائه من العاملين مهموماً بفتح سبل الزرق لهم في الكثير والكثير من المشروعات . لم يدخل في اي منها كانت داخلية او خارجية الا وكانت مصلحة (مصر ) هي كلمة السر فيها . اذا انشأ مشروع في الاردن غايته توفير بنية تحتيه للأشقاء فأنه في نفس الوقت يعرف كيف يجعله شريان حياة لبلده بفكر علمي واقتصادي باهر . عندما قام على انشاء خط الشمال لتغذية المدن الصناعية بالاردن بالغاز كان هذا الخط هو شريان الانقاذ لمصر في ازمتها العاتية في تدبير الغاز وجنبها كارثة لا يعلم الا الله مداها . عندما يقيم الاشقاء العرب مشاريع في بلادهم يهب من فوره لأشراك شركاتنا المصرية فيها، و دفع بشركات غاز مصر ومودرن وغازتك وصلن مصر وإنبي وبتروجت و بترومنت وغيرهم،الى معترك العمل والاستثمار واسألوا عن مشاريع الغاز المنزلي والصناعي في عمان والعقبه والزرقاء فهي شاهدة علي وطنية هذا الرجل وسمو فكره وهدفه وقيمة ما يبذله لخدمة وطنه وشركاته . واذا قررت دولة الامارات ان تنفذ مشروع تحويل سياراتها للعمل بالغاز تجده يسعي من فوره وبكل ذكاء لمصلحة ابنائه في كارجاس وغازتك، وحتي شركاتنا العتيقه بتروجاس لم تسقط من ذاكرته علي الرغم من شيخوختها كان لها من ذكائه نصيب .
مشاريع (فؤاد رشاد) واعماله وتاريخه لا تنضب ولا تستوعبها مساحة او مقالة، ولكن ما نقوله اليوم هو (مجرد عنوان) لكتاب كبير عتيق ملئ بالكفاح والخبرات والوطنية التي تؤدي دورها في صمت وبلا ضجيج، لا ينتظر حتي مجرد شكر او تكريم كحال الاب في اسرته.
مقالي اليوم وغيري من الزملاء "وليد البهنساوي وسيد غنيم" ومضة امل لكل شبابنا وقياداتنا تنير لهم طريق العمل والواجب ومعرفة كيف تجعل وطنك محور اي عمل تقوم به حتى لو كان فيه فائدة للأخرين لتتعلم كيف قام فؤاد رشاد بهذا الدور بكل براعة وحنكة .
لم يعد مستوى سفير ملائماً لمثل هذه القامة بعد ان اعتلى بكل جدارة مقعد ( المندوب السامي ) لصناعة الغاز في الوطن العربي وسفيراً فوق العادة في كل ميادينه الفنية والاقتصادية . ونحن هنا نتوجه اليه بكل صدق ، ماذا نحن فاعلون ايها الاب الجليل ؟ حدسنا يقول انك لم ولن تتخل عنا يوماً فهل لك من نصيحة تعين على تحديات تطال عنان السماء، فنحن في امس الحاجة اليها والو خبرتك،،،مرحى لك في كل وقت وحين ، و يبقي بابك مفتوح دائماً لكل ملهوف وسائل و عهدنا بك انك لم تتأخر يوماً فأنت (فؤاد رشاد) وكفي…والسلام ،،
#سقراط