الأربعاء 18 ديسمبر 2024 الموافق 17 جمادى الثانية 1446

د عزة سامي تكتب: الطبيعة تستغيث والطاقة النظيفة تنادي

122
عزه سامي
عزه سامي

تخيلوا لو أن الطبيعة كانت كائنًا حيًا يستطيع أن يعبر عن معاناته. لو كانت الطبيعة إنسانًا، لكانت صرخاته تعلو وتصل إلى مسامع الجميع، مُعلنة استغاثتها من الاستنزاف المتسارع لمواردها، ومن الانبعاثات التي تلوث هواءها ومياهها وكل ثرواتها. لعقود طويلة، تعامل الإنسان مع البيئة وكأنها مورد لا ينضب، فكان الاستهلاك عشوائيًا وغير مدروس"الطبيعة تهمس: أعطوني فرصة للشفاء؟".

لكن، لم يعد هذا النهج مقبولًا اليوم. ففي ظل التغيرات المناخية وما يصاحبها من الأزمات والتحديات، ومع التطور التقني والتشريعات البيئية الصارمة، أصبحت الاستدامة ضرورة ملحة وليست خيارًا. فالطاقة النظيفة، التي تعرف بأنها الطاقة التي تُنتج بطرق تقلل من الانبعاثات الكربونية وتراعي الحفاظ على البيئة، تأتي في مقدمة الحلول التي تسعى لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية مع الالتزام بالمعايير البيئية. من هنا، أصبحت الصناعات المختلفة مطالبة بالابتكار وتطوير حلول صديقة للبيئة لتقليل ولتعظيم الاستفادة من كل مخرجات الصناعة "الاستدامة: التزام وليست خيارًا".

قطاع البترول: ممارسات سابقًة وقصة تحول ....
——————-
وقطاع البترول على سبيل الخصوص، بالرغم كونه أحدي الركائز الأساسية للاقتصاد، ليس استثناءً. إليكم بعض الأمثلة الناجحة والمطبقة في بعض الشركات التي تتوافق مع مفهوم تخفيض الانبعاثات والطاقة هذه الأمثلة تم ذكرها في لقاءات مع بعض الخبراء في صناعة البترول أفادونا بالآتي على سبيل المثال وليس الحصر:

استرجاع الغازات المصاحبة للإنتاج: في الماضي، كان يتم حرق الغاز المصاحب للإنتاج (الشعلة)، ما يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة. الآن، يتم استرجاع هذا الغاز واستخدامه كوقود لتوليد الطاقة الكهربائية في مواقع الإنتاج والحفر.  

استخدام الألواح الشمسية: تم إدخال الألواح الشمسية لتوليد الطاقة النظيفة كبديل للسولار، مما يقلل الانبعاثات بشكل كبير ويعزز الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة.  

زيادة الرقعة الخضراء: أصبحت مواقع الحفر والإنتاج تزدهر بالمساحات خضراء المزروعة بنباتات وأشجار مثمرة (مثال: الزيتون والتين...) تتحمل طبيعة الصحراء والمياه المالحة، ما يساهم في تحسين البيئة المحيطة.

إعادة تدوير عادم المولدات: يتم الآن إعادة استخدام عادم المولدات لتقليل الهدر والاستفادة القصوى من الموارد.

إدارة المياه المصاحبة للإنتاج: تجهيز أحواض تجميع المياه لضمان عدم تسربها للتربة. وهناك أيضا إعادة حقن المياه لزيادة ضغوط الخزانات، أنشأت بعض الشركات من لديها إمكانات محطات لمعالجة مياه الآبار لتوفير الاحتياجات اليومية.

إعادة استخدام فائض الطعام: في صالات الشركات لإنشاء مزارع البط. ودعم التنمية المجتمعية المحيطة بهذا الإنتاج.   

كل هذه المبادرات تحتاج إلى دعم وتسهيلات من الدولة، والشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص وتقديم الحوافز لتعزيز التحول نحو الاستدامة. بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وندوات ومؤتمرات فعالة يحضرها أصحاب القرار والخبرات لنقل الخبرات بين الشركات وليس للتواصل واللقطات.  

وفي الختام: لدينا خبرات، إمكانات، طاقات وأفكار متجددة فلنستثمرها بذكاء ودعم. الطاقة النظيفة والممارسات المستدامة ليست مجرد تقنية، إنها لغة جديدة، ليست شعارات، بل هو التزام أخلاقي وبيئي…
"فلنعمل معًا لتكتب الأجيال القادمة قصة شكر لنا".

إن قدر الله لنا في العمر بقية، فربما لنا في الحياة لقاء .....




تم نسخ الرابط