مجرد رأي…التجديد للقيادات بين المنهج وفقه الضرورة
قاعدة ذهبية معروفة لتحقيق النجاح ، عليك ( تحديد الهدف ) أولاً ثم رسم الطريق المناسب للوصول اليه . و كلما كان الطريق قصيراً مستقيماً كلما كانت النتائج افضل واقوي . وعادة ما تكون خطط رسم هذه الطرق لها حدود حادة تتجه من البرجماتية التي تتيح لصاحبها العمل علي مصلحته دون النظر الى اي عوامل اخرى وحتي الطرف الثاني من الذي يعتمد على العمل الجماعي و تطبيق القواعد العامة المعروفة . وما بين هذا وذاك تتأرجح جهود تحقيق المصلحة العامة التي يقوم عليها المسئول الاول الذي سيكون في مواجهة المسئولية في الاخير .
ويأتي موضوع التجديد لبعض القيادات بعد تخطيهم السن القانونية واحدًا من تلك الطرق التي يمكن ان تحقق هدف او عدة اهداف طبقاً لكل حاله . فعندما يصدر قرار التجديد يكون في ذهن المسئول الاول توجه بعينه نحو تحقيق فائدة بعينها من قرار التجديد ولا يعنيه جبر الخواطر او ينظر الى ما تنشده القيادة التي تم المد لها من استمرار مزاياها و دخلها المادي الذي ينهار بالطبع بعد ترك المنصب . العمل العام لا يعرف الا لغة المصالح ولا يمكن ان تتدخل فيه لغة المجامله او العواطف وهي بالطبع سنة محمودة لا غبار عليها، ولذلك ليس من المقبول ان يكون التجديد لبعض القيادات منهجاً مثلما صار الالحاح في التساؤل عن التجديد من عدمه الذي يثار قبل احالته للتقاعد منهجاً في حياتنا و بطريقة توضح ان التجديد بات قاعدة معمولاً بها . مثل هذه التساؤلات واثاره الجدل اذا ما كان سيتم التمديد من عدمه اصبحت بالفعل عنصراً ضاغطاً على كافة اطراف المعادله . فالجميع يجب ان يعرف ان التجديد ليس واجباً في كل الاحوال ولكنه نوع من رسم طريق او استكماله حتي يتم تحقيق الهدف بذاته .
وربما يأتي في بعض الاحيان كفترة انتقاليه تتيح اختيار واعتماد اجراءات قيادة جديدة لم تكتمل بعد او استعداداً لتغيير جذري في شكل وتبعية هذه المؤسسة و عندها يكون التجديد لفترة يكون حرصاً على استمرار وانضباطية العمل حتي انتهاء او اكتمال هذه الاستعدادات .
بالتأكيد كل مرحله لها منهجها المختلف فخلال الوزارة السابقة انحصرت عملية التجديد في معظمها نحو طاقم العمل المحيط بالوزير وهذه سياسة تنبع من الرغبة في استمرار حالة الطمأنينة تجاهم وثقته في تفهمهم لتوجهاته واسلوبه في العمل وهو وان كان مشروعاً فأنه لا يحقق اهداف حيوية بعينها وبالتالي جاء الاستغناء عنهم دفعة واحدة ليس مفاجئاً الي حد بعيد بعد ان انتفي السبب الرئيسي للتجديد لهم .
وتأتي حالة التجديد للمهندس ( ابراهيم مكي) كأحدي حالات التجديد في هذا العهد -وهو يشغل رئيس القابضه للبتروكيماويات - مخالفاً للتوجه السابق و يبدو فيه انه جاء بناء علي تحقيق هدف معين بنفس الاداء الحالي الجاد واغلاق بعض الملفات التي اشتبك بها واستعداداً لمرحلة جديدة لم تظهر ملامحها حتي الأن، ولهذا تري ان فترة التجديد محدودة وهذا لا يعيب القيادة او المسئول ولا يخدش ما بينهم من ثقة واحترام .
يجب علينا ان ننظر الى موضوع التجديد للقيادات من منظور (فقه الضرورات) لا ان نضعها منهجية ثابتة في حياتنا ، يجب علينا ان نؤديها او نلح في التساؤل بشأنها فجعلها منهجاً واجباً سيوقف حركة تدوال القيادة ويعمل على تجميد الحركة بشكل كبير . دعونا نتفهم ان قرارات التجديد يجب ان تكون من منظور الغرض والهدف منها والابتعاد عن المنظور العاطفي و الخوف الدائم من التغيير حتي ولو كان صادقاً . وعلي الجميع ان يدرك انه مهما طال التجديد فهو مؤقت ولا بد له من نهاية .والسلام ،،