جهاز تنظيم الغاز .. الحاضر الغائب
كان قطاع البترول فى غنى عن كل الأزمات التي تحدث في قطاع الغاز ، لو أنه تعامل مع مؤسساته والمؤسسات التابعة وكأنهم يد واحدة ، كان من الممكن أن لا تتوقف مصانع الأسمدة والبتروكيماويات عن العمل ، وأن لا تحدث خسائر ، كانت البلد جميعها ستعظم الاستفادة من كيانات تم تدشينها ، لكن للأسف كل كيان يعمل فى وادٍ وكأن البلد تنافس نفسها على تمزيق نفسها .
في عام 2017 تم تأسيس جهاز تنظيم سوق الغاز في مصر ، كواحد ضمن أجهزة معدودة حول العالم ، بهدف تنظيم سوق الغاز وفتح الباب للاستيراد والتصدير بكل حرية وللجميع ، وليتحمل عن الدولة مشقة الاستيراد وتدبير العملة والدخول فى معتركات مع الصناعة والتجارة ورجال الأعمال ، كان من الأجدر ان يتم فتح السوق بعيداً عن الدولة ، وترك من يريد ان يستورد احتياجاته ان يستوردها .
تم تعيين المهندس كارم محمود رئيساً للجهاز ، ظل الرجل لمدة 6 أعوام مثلت فترتين ، ونجح كارم محمود ومعه فريق من الشباب كلهم من العاملين فى مجال الغاز بقطاع البترول ، نجحوا جميعاً في تكوين كيان يضاهي ما قامت عليه الدول الكبرى ، هو تجربة خاضتها دول قبلنا ونحن نفذناها على أرض الواقع بجدارة ، لكن ما المحصلة ؟، للأسف المحصلة صفر .
وهذا ليس عيباً فى الجهاز ولا فى القائمين عليه ، لكن اللوم على وزارة البترول التي تجاهلت الجهاز ، واعتبرته منافس لقطاع الغاز وانه سيحصل على الكعكة منفرداً ، رغم ان الكعكة لم تعد موجودة ، والذي بقي هو الطريق الطويل لتدبير الاحتياجات ودخلت الشركة القابضة للغازات الطبيعية في معترك البحث عن مراكب التغويز وشراء الشحنات .
المهندس كارم محمود الرئيس التنفيذي للجهاز السابق قال في عام 2023: أن مصر في سبيلها لتحقيق الحياد التنافسي في سوق الغاز. وقال ان الهدف من إنشاء الحهاز هو تنظيم سوق الغاز وإتاحة كافة الشبكات وتسهيلات الغاز في مصر والتي تعد قياسية بالمقارنة بشبكات الغاز بدول البحر المتوسط والشرق الأوسط كله فضلًا عن جذب الاستثمارات الخارجية وهو ما لن يتم إلا من خلال وضع سوق تنافسي حيادي يتسم بالشفافية.
وان الجهاز بدأ في عمل إطار تنظيمي كامل لممارسة كافة أنشطة سوق الغاز في مصر بكل فروعه بدءا من استيراده وتوريده وشبكات نقله وتوزيعه وحتى إعادة تصديره مشيرا إلى أن تكون مركزا إقليميا لإنتاج وتصدير الغاز، والجهاز يعد إحدى الأدوات التي تسمح بتنفيذ هذا الهدف الاستراتيجي حيث يصدر التراخيص ويسمح بدخول موردين آخرين يقومون باستيراد الغاز للسوق المصري، لتأمين احتياجات البلاد من الغاز سواء للاستخدام المحلي أو لإعادة تصديره وذلك من خلال تطبيق مبدأ التنافسية حيث لن يقبل أي مستثمر الدخول في سوق لا يتسم بالشفافية والتنافسية الحرة.
رئيس الجهاز الجديد المهندس محمد عبدالعزيز قال في 2024: اهتم الجهاز ومنذ نشأته بالعمل على تهيئة السوق وكياناته وكافة المعاملات والممارسات الخاصة بأنشطته لتكون متسقة مع اهداف الجهاز واستراتيجيته نحو الفتح التدريجي للسوق نحو التنافسية، وهو حجر الأساس لتوجهات قطاع البترول والدولة المصرية في التحول إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة في المنطقة.
وأضاف : ان أحد أهم الجهود التي قام بها جهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز هو العمل على تنظيم وتنسيق العلاقات بين جميع الأطراف الفاعلة في السوق، سواء كانت شركات تعمل في مجالات النقل أو التوزيع أو التوريد. هذا التنظيم يهدف إلى ضمان أن تعمل هذه الشركات وفق إطار قانوني وتنظيمي موحد، مما يسهم في تحقيق الشفافية والعدالة في التعاملات ، تم استكمال القواعد والاسس والضوابط التنظيمية التي تضمن ممارسة الأنشطة المختلفة بطريقة منظمة وفعالة، هذا النظام يضمن التزام كل كيان بمسؤولياته وواجباته، ويتيح مجالاً أكبر للتطوير والتوسع بما يتماشى مع أهداف الدولة في تعزيز قطاع الغاز الطبيعي.
لقد حرص الجهاز كذلك على نقل الخبرات والممارسات العالمية الناجحة إلى السوق المصري، بما يساهم في تطوير منظومة سوق الغاز ويساعد في إدخال مفاهيم المنافسة بشكل تدريجي. هذه المبادرات أسهمت بشكل مباشر في تعزيز كفاءة السوق، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين، وتهيئة البيئة المناسبة لجذب المزيد من الاستثمارات. وبفضل هذه الجهود، شهد سوق الغاز المصري تطورًا ملحوظًا، وأصبح مهيئًا لمواصلة النمو على أسس اقتصادية وتنظيمية متينة.
ومع استمرار هذه المسيرة،ستشهد المرحلة المقبلة تركيزًا أكبر على تنويع مصادر الغاز داخل السوق، بما يسمح بدخول عدد أكبر وأكثر تنوعًا من الكيانات لممارسة أنشطة السوق، مما يعزز من التنافسية والابتكار. كذلك، سنعمل على توسيع نطاق التنظيم ليشمل أنشطة جديدة مثل تخزين الغاز وسلسلة أنشطة الهيدروجين وما تتضمنه من نقل وتخزين واى اعمال مرتبطة، بالإضافة إلى تكثيف الجهود لزيادة قاعدة المستهلكين المؤهلين الذين سيستفيدون من هذه التطورات، حيث يعتبر المستهلكون المؤهلون البداية الحقيقة لأي سوق تنافسي.
وأود في هذا السياق أن أوجه خالص الشكر والتقدير لفريق العمل بالجهاز على جهودهم المبذولة في تنفيذ الرؤى والأهداف الطموحة للجهاز. كما أود أن أشكر الشركات المرخص لها وأطراف السوق على تعاونهم المستمر مع الجهاز في تطبيق القرارات التنظيمية والمساهمة الفعالة في تطوير هذا القطاع الحيوي. إن هذا التعاون المشترك كان وسيظل أحد الأعمدة الرئيسية لتحقيق النجاحات التي نفخر بها اليوم.
واختتم كلامه: نتطلع معًا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي ستدعم جهودنا في ترسيخ مكانة مصر كواحدة من المراكز الرئيسية للطاقة في المنطقة. هذه الجهود تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة واستغلال مواردنا الطبيعية بشكل أكثر كفاءة، وفي تحقيق الاستدامة الاقتصادية لمستقبل أفضل.
كلام رئيسا الجهاز السابق والحالي يؤكد ان هناك جاهزية لدى الحهاز كي يعمل ويكون هو المسئول عن فتح السوق وتنظيم كل عمليات الغاز ، وبعد مضي سبع سنوات على العمل لايزال الجهاز لم يعمل بعد، ولو استمر الحال على ما هو عليه سنجد كلام رئيس الجهاز الثالث هو نفس كلام من سبقوه ، والسلام .