مجرد رأي..الرجل الذي نال السماح ممن اختلف معهم

يتهادى الجسد في خطواته الاخيرة مغادراً حياة مليئة بالمشاكل والتعب والسباق المحموم . هكذا تبدو رحلة الوداع للمهندس عابد عز الرجال ترفرف عليها اجنحة الحزن والحسرة على مشيعيه ويتعجل الجسد مثواه الاخير ليبقي في سلام الى يوم يبعثون تاركاً لنا استكمال رحلة المعاناة في حياة مليئة بالاحداث والشقاء . واذا كان هذا حال كل اجسادنا فأعمالنا التي تبقي حاضرة هي من تبقي وترافقنا حتي اعتاب النهاية. اعمال هذا الرجل ظهرت ناضرة مستنيرة عندما تظاهرت كل قيادات وعمال البترول في وداع هذا الرجل . كل قيادة وكل فرد اعطى لنفسه الحق ( وهو محق بالفعل) فى ان يتلقي العزاء فيه كواحد من اسرته فأصبح من يتلقون العزاء فيه ربما اكثر من المعزيين انفسهم .
طابور طويل من القيادات الحالية والسابقة اصطفت بكل حب وعشرة السنين والايام تتلقي العزاء فيه وكأنه فرد عزيز من اسرته . ظاهرة غريبة لم نرها منذ زمن بعيد . جميعهم كانوا على قناعة بأنه الاحق في ان يتلقي فيه العزاء ، تجسدت العلاقات الانسانية في ابهي صورها و احاطتها ذكريات اعمال و كفاح لن تذوب مع الايام . هذا هو ما يبقي من الانسان ، اعمال و علاقات جميلة ، وشراكة رحلة كفاح وتضحية من اجل هذا الوطن . ودع قطاع البترول إبناً له في تظاهرة حب واحترام جليلة تليق به و اودعوا جسده دار البقاء وزادهم ذلك لحمة وتضامناً وذاب ما في النفوس من ضغينة والتف الجميع متآزراً بعضه بعضاً فهذه لحظات التراحم والتعفف عن مظاهر الدنيا، ونال السماح حتي ممن اختلف معه ،وهكذا يظل الفقيد ملهماً في حياته ومماته .
وداعاً عابد عز الرجال ، غادرت بالجسد وبقيت سيرتك واعمالك حاضرة تؤكد على ماقمت به في دنياك . والسلام ،،