إعلام الوزارة يتجاوز أول اختبار حقيقي وينتصر فيه

بعيداً عن المجاملات، كان حديث الوزير كريم بدوي مع المذيع اللامع أسامة كمال بداية لعهد جديد في إعلام وزارة البترول.ولأول مرة نرى وزير البترول منذ أكثر من عشرين سنة وهو يواجه مذيعاً بقدرات إعلامية كبيرة.
وإذا كنت عزيزي القارئ لا تدرك أهمية هذه اللقاءات والجهد المبذول فيها لتصل بالشكل المرغوب وتشكل رأياً عاماً تجاه شخصية الوزير، فعليك أن تكمل القراءة.
من أهم عوامل نجاح أي لقاء هي طريقة الجلوس، وقد تم اختيارها بعناية فائقة في هذا اللقاء، واستخدمت فيها معايير البودكاست العالمية للشخصيات المشهورة.
ثانياً، كان اختيار الجمل التعبيرية في منتهى الأهمية، ويبدو في هذا اللقاء أنها اختيرت بعناية فائقة، وخاصة الجملة التي كررها الوزير ثلاث مرات وهي (أطمئن الشعب) في ثلاث مواضيع مهمة: النزاهة في استخراج الذهب، والثروة البترولية والغازية، وكذلك موضوع الغاز الإسرائيلي، الذي كانت كلماته فيه قوية جداً تُحسب له، ووصل بالفعل بذلك إلى مشاعر رجل الشارع الذي يحب عادة عبارات القوة والتحدي.
كان مستوى الإضاءة رائعاً، وأثاث المكتب غير متكلف، ويعبر بهدوء عن الصفة الرسمية للوزير وسيادة الدولة.
تفاصيل اللقاء كثيرة، والجهد المبذول فيها واضح، ولا يدركه سوى من له خبرة في مثل هذه اللقاءات الفاصلة. بالفعل نجح إعلام الوزارة بقيادة محمد داوود في الخروج من الحيز الضيق للبيانات الاعتيادية والتفرغ لنشر أخبار الترقيات العقيمة إلى مساحة أوسع لمخاطبة الرأي العام بشكل متواضع وبسيط، في محاولة لتعديل الصورة الذهنية المترسخة لدى عموم الشعب أن هذا القطاع يعيش في برج عاجي ولا يشعر بهموم الناس.
هذه بداية وليست نهاية. إذا عرفت الطريق الصحيح فعليك أن تستمر وتستثمر النجاح في خطوات أخرى فعالة، ولا تتوقف عند خطوة إيجابية واحدة.
هذا اللقاء هو نقلة نوعية هامة في مشوار الوزير، كان في حاجة ماسّة إليها، وأشار إليها هذا الموقع بإلحاح لأنه يدرك أهميتها، وقد كان.
لا يسعنا إلا أن نهنئ طاقم العمل الذي تحمّل تلك المسؤولية ونجح فيها بالفعل، ونحن سعداء بذلك، لأن مثل هذه المواضيع الخطيرة لا يجوز فيها المجاملة.
وننتظر منكم الخطوة القادمة لأنها يجب أن تكون في الصميم، لأن النجاح يجب أن يعقبه نجاح أكبر وإستمرارية .