مجرد رأي…يحدث في قطاع البترول 

كلنا يعرف ان قطاع البترول هو قطاع انتاجي من الدرجه الاولي . كل انشطته ودراساته و ابحاثه ومؤتمراته تتجه أساساً لتحقيق هذا الهدف . دائماً ما تأتي مشاكل الانتاج والاستكشاف وتداعياتها علي رأس اي اجتماع او مناسبه او ندوه و ما الي  ذلك من مناسبات .

وهناك بالتأكيد مجموعه من المؤتمرات التي لها تأثير ايجابي علي هذه المشاكل ويأتي علي رأسها مؤتمر ( الموك) ومؤتمر ( ايجيبس) كلاهما مؤتمرات دوليه يتم الاعداد لها جيداً ولها تأثير فني واسع علي حركه العمل بالقطاع بما يناقش ويعرض فيها من دراسات واوراق بحثيه اجتازت العديد من المراجعات لضمان قوتها وصحتها العلميه واحقيتها في ان تعرض علي المؤتمر . وكذلك يحفل قطاع البترول بالكثير من ندوات الجمعيات العلميه مثل جمعيه الجيولوجيون وجمعيه مهندسين البترول  . وربما تقوم بعض الشركات الاجنبيه بدعوه العديد من الشركات لمراجعه بعض البيانات والتطبيقات لتتكامل بعضها مع بعض .

و بهذا تري التوجه العام لتلك المناسبات يتجه مباشره الي الجانب الفني والتعاون بين الشركات وتبادل الخبره . و في خضم هذه المناسبات تجد شكلاً مختلف لهذه المناسبات تقدمه شركه ايجيبت اويل اند جاز  لا تستطيع ان تميز دوره بالتحديد . فلا تعرف علي وجه الدقه هل هو توجه علمي او اعلاني او تسويقي . نجد بين الحين و الاخر احتفالات انيقه يحضرها النخبه للحديث عن موضوع معين ثم ينتهي بتوزيع العديد من جوائز التميز علي بعض الشركات والافراد .

نحن لا نقوم هنا  علي النقد وانما عن التساؤل عن دور مناسبات هذه الشركه في دفع العمل البترولي الانتاجي منها والاستكشافي .وهذا كما اسلفنا هم اهم توجهات القطاع . وهل هذه الجوائز كانت نتيجه دراسات او ابحاث تم تقيمها أو حتي مشاريع نالت عنها شهادات جوده ؟

لا شك ان مثل هذه الندوات والاجتماعات تثري العمل الفني والتقني اذا ما كان حضوره من القوه الفاعله في القطاع والمنوط بها الدراسه والبحث والعمل الشاق لتحقيق الاهداف ، ولكن ان يكون ما نراه دائماً هو حفل الختام  بغير ان نسمع عن حفل لأفتتاح المناسبه او المؤتمر او حتي مسابقه فهذا فعلاً ما يستحق التساؤل .

تبدو فكرة عرض الانجازات في حد ذاتها امر محمود ولكن بعد ان تكون النتائج علي ارض الواقع . وتبدو أيضاً عرض مميزات التكنولوجيا والتطوير مهمه ولكن في مضمار الواقع والحياه العمليه التي تحتاجها مثل تلك العروض . واذا كانت الشركه تتجه الي عرض لانجازات القطاع وتطوره فالعرض اولي به ان يكون دولياً لجذب المزيد من المستثمرين وبث الثقه في امكانيات القطاع وقدرته علي التوافق مع انظمه تلك الشركات الدولية الكبري . هنا تكون الشركه فعلاً  ذراعاً تسويقياً حقيقياً له دور فاعل في خدمه القطاع . و ربما يحدث هذا ولم يصل علمنا اليه .

حديثنا دائما ما يتجه في المقام الاول الي ما يهم السواد الاعظم في القطاع الذي يقوم علي اكتافه العمل و الذي يتابع مثل هذه المناسبات الانيقه و ربما لا يجد لها مردوداً واقعياً عليه وعلي ظروف عمله وبالتالي تزداد الفجوة بين ما يتحدث  فيه النخبه وبين الواقع الملموس الذي يعيشه العاملون .

نحن مثلاً نثمن متابعه الوزير الميدانيه لتجربه الطوارئ التي قامت بها احدي الشركات الاجنبيه ، بمثل هذا يثق العاملون في تواصل اعلي القيادات معهم وما يقومون هم عليه فعلياً . هذا هو الدور الحقيقي الذي يمكن الالتفات اليه وتخرج توصياته واقعيه وقابله للتطبيق . وهذا هو الهدف الاسمي بكل تأكيد . 

ونحن نشدد اننا لسنا ضد اي تطوير او توجه ايجابي ولكننا نشدد علي ضروره ان يكون له تأثير حقيقي علي الواقع .والسلام ،،

#سقراط