د. محمد العليمي يكتب: حرر نفسك

هل أنت فعلاً حر؟ 
لماذا أنتظرت وترددت في الإجابة؟
هل أيقنت أنك لا تستطيع أن تُجيب بنعم؟ 
هل أدركت أن عليك أن تتخلص من عوائق نفسك؟
في البداية عليك أن تَعِي هل أنت مستعد لإتخاذ أولى خطواتك لكي تتحرر، أن الكثيرين يتوقفون لأنهم غير مستعدين لإتخاذ تلك الخطوة لتغيير حياتهم، تلك الخطوة التي فيها تُقرر أنك تملك أو لا تملك المُعطيات التي ستؤهلك للوصول إلى أهدافك، ففي كل مرة تتوقف يكون السبب هو ما تخبرك به هواجسك أنك لا تملك المهارات اللازمة، فتقنع نفسك بأن هذا مستحيل.

يا صديقي إن أقل ما يمكنك فعله هو أن تخطو تلك الخطوة الأولى بدلاً من التوقف، تلك الخطوة الأصعب، ولحسن الحظ، فإن معظم الوظائف ليست صعبة كما تعتقد، بالإضافة إلى أن الجهد أكثر أهمية من امتلاك المهارات المتخصصة، فالمجتهد سيصل في يوم من الأيام لمبتغاه فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا. ولكي يصبح الإجتهاد مثيراً فيجب أن تُغلفه بالشغف، فكُن شغوفاً في كل ما تحاول القيام به، فمتعة الطريق قد تضاهي في بعض الأحيان لذة الوصول، وما عليك سوى الاستمرار في التحرك حتي وان كان التحرك ببطئ ولكن لا تتوقف أبداً، ولا تلوم نفسك خلال الطريق، فإن إلقاء اللوم يخلق شعوراً سلبياً يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإحباط وعدم اتخاذ القرار السليم، بل علي العكس تماماً صمم على الفوز، ذلك التصميم المغلف بالإدراك، فالكارثة تقع حينما نبني حياتنا على تصوراتنا الخاصة وأحلامنا الوردية، فلا يوجد شيء مثالي في الحياة الواقعية، إذا كنت تعتقد أن العالم مثالياً وملائكياً، فسيؤدي ذلك إلى جعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لك.

وفوق كل ذلك يا صديقي تعلم أن تكون مرناً قادراً علي تغيير وجهة نظرك وأن تعتنق عدم اليقين، فاليقين الأوحد في هذا العالم هو اليقين بالله عز وجل وما دون ذلك قابل للتغيير والمخاطرة من أجله فالمخاطرة هي واحدة من ضروريات الحياة المهمة، فإذا لم يكن البشر مجازفين عبر التاريخ، لكانوا لا يزالون عالقين في كهوفهم، فالمجازفة ساعدت في تطوير البشرية عبر حقب التاريخ المتتالية، فالمخاطر العقلانية تقود الحياة إلى إتجاة أفضل وقبول عدم اليقين في الحياة يجعل الإمكانات تزدهر، ويعتمد نجاحك على ما إذا كنت على استعداد لتحمُل بعض المخاطر وكما قال الشاعر :
((ويفوز باللذات كل مغامر ويموت بالحسرات كل جبان))