مجرد رأي…أرقام أم طموحات !
مازالت ارقام الاحتياطي الذي تملكه مصر من الزيت والغاز لغزاً يصعب حله . فأختلاف الارقام وتباينها من مسئول لأخر او من موقع للثاني تثير الدهشة . فتري البعض يجزم ان احتياطياتنا من الغاز تتجاوز ٢٠٠ تريليون قدماً مكعباً. بينما تشير الكثير من التقارير الدولية على انه لا يزيد عن ٧٨ تريليون . والفارق كما تري كبير وان كانت معدلات الانتاج اليومي الحاليه لا تعطي انطباعاً عن وجود هذا الكم الهائل من الاحتياطي الا اذا اعتبرنا انعدام النشاط التنموي بصفه كامله وهو الامر الذي لم يحدث على الاقل بصورة نسبية .
وتبدو الارقام المتفائلة هي عبارة عن سقف توقعات والمعني العلمي لها هي احتياطيات محتملة على المستوى الاستكشافي او غير منماه على مستوي المناطق المنتجة . وهنا يختار من يطلق التصريح ما يراه مناسباً من ارقام ليؤيد وجهة نظره . ولكن تظل لتلك التصريحات خطورتها في رفع سقف التوقعات والتحدي بشده وفي اتجاه اخر فأنها تثير تساؤلات مشروعة عن مدى جديتها في ظل ما نراه من حجم استيراد متنامي شهر بعد الاخر . ويصبح ما سبق وذكرناه في ضرورة ادراك خطورة التصريحات ومدى تأثر الرأي العام بها وما سببته في الماضي من مشاكل للحكومة بأسرها .
يجب ان يكون هناك مصدر واحد للارقام المعتمده لما نملكه من احتياطي وتوضيح الارقام لأي مسئول او نائب برلماني يتصدي بالتصريح عنها ليفهم جيداً مفردات الاحتياطي و انواعه ما بين مؤكد ومحتمل وما هو تحت الدراسه . فلا يمكن وضع ارقام خياليه من دراسات لم تكتمل وكذلك لا ننجرف وراء دراسات وارقام تقوم بها بعض الشركات لتقليص حجم الاحتياطي في بعض الحقول الكبيره بشكل مفزع او مبالغ فيه .دعونا نغير هذا الخطاب الذي اجد انه للأسف يتكرر بشكله المعتاد ويثير تساؤلات الناس اكثر من اشاعته للطمأنينة علي مستقبل الطاقه في بلادهم .
الحقيقة المجردة هي اقصر طريق للعقول وعدم امتلاكنا لاحتياطيات كبيره لا تؤذي او تعيب اي مسئول لانها الحقيقه في ضوء الامكانيات المتاحه او لحين تغير الظروف . لازلت اشدد ان الواجهه الاعلاميه لقطاع البترول تحتاج لمزيد من التطوير والذكاء في التعامل مع الاحداث والمتغيرات ويجب ان يتم تحديد استراتيجيه اعلاميه واضحه بعيداً عن تكرار سرد محاور العمل السته التي اصبحت قالباً إعلامياً في كل الاخبار ولا يفهمها الكثيرين . يجب ان يكون هناك توازن محسوب بين سقف التوقعات والواقع حتي تكون الصوره مقبوله ومفهومه لعموم الناس وحتي العاملين في القطاع ذاته فلا يمكن ان نظل نحلق بالارقام الي عنان السماء ويبقي الواقع صعب كما نعيشه ونراه .
والسلام ،،