مجرد رأي…رسائل الاحتفال لمن يعي ويفهم
كانت كلمة رئيس الوزراء المقتضبة في احتفال امس بإفتتاح محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية في مدينة كوم امبو في محافظه اسوان بها الكثير من الرسائل لا تمر بسهولة على اي متابع للأحداث . اشار رئيس الوزراء الو اهتمامه بزيادة نسبة مساهمة الطاقه النظيفة في اجمالي الطاقة المولده لزيادتها من حوالي ١٥٪ حالياً الى ٤٠٪ كهدف استراتيجي حتي ٢٠٣٠ . وحتي وان كانت المحطة مازالت خطوة علي طريق طويل لتحقيق هذا الهدف .
وهذا المحور بالذات كان مثار شكوى دائمة من البترول بضرورة قيام وزارة الكهرباء بالعمل على هذا التوجه لتخفيف الضغط علي استهلاك الغاز وخاصة بعد ان تراجعت مستويات انتاجه بشكل ملحوظ خلال العامين السابقين . وحضور رئيس الوزراء بنفسه لهذا المشروع تعبر عن تقديره لأي (انجاز حقيقي) على الارض مهما كان حجمه ، وهذه اول رسائل الاحتفال .
اما الرسالة الثانية فهي توجيه الشكر لوزير الكهرباء دون غيره من الوزراء الذين حضروا الاحتفال بالرغم من ان كلهم معنين بشأن الطاقة . و وزير الكهرباء للأمانه يبذل جهداً كبيراً منذ توليه المسئول ويعمل على ارض الواقع ولم نرو له رحلات خارجية او مؤتمرات عالمية او محلية وانما اتجه الى مرؤوسيه في اماكن عملهم الجماهيرية واحدث تغيرات عميقة في قيادات تاريخية متجذرة في قطاع الكهرباء وشاخت في مواقعها ، واحدث ذلك طفرة في خفض الفاقد نتيجة التحكم في سرقات التيار وبذلك شعر الجميع باستقرار حالة التيار الكهربي واختفت الشكوي تقريباً من اي انقطاعات ،وهذا هو اساس العمل المؤسسي الصحيح في معالجة اساسيات دولاب العمل الداخلي أولاً ، وجعله قادراً علي التجاوب مع مراحل العمل المختلفة والاحتياجات الفعلية بدون الدخول في خطط واستراتيجيات انشائية .
اما الرسالة الثالثة وهي اهمهم ، ان الحكومة قد رصدت اكثر من اربعة مليارات دولار وهو مبلغ هائل لاستيراد المواد البترولية لصيف عام ٢٥ و التي تبدأ ذروة احماله اعتباراً من رمضان المقبل في بداية شهر مارس . وهذا الرقم الهائل يعني ان البترول لم يحقق حتي الأن ما يخفض من حجم الفجوة الكبيرة بين الاستهلاك والانتاج وانه مازال مستورداً ضخماً للمواد البترولية و لم تظهر حتى الأن بوادر اعادة النشاط في حقول الغاز الكبيرة علي الرغم من سداد مليارات من حقوق الشركاء وانتهاج سياسة (الجناح الطائر) الى كل بلاد الدنيا سعياً وراء هذا الهدف ،ولكن يبدو انه مازال هناك شيئاً ما لا نعرفه يؤخر ظهور اي نتائج ملموسة على الارض .
كلمة رئيس الوزراء لها معان كثيرة وتحمل رسائل يجب علي الجميع ادراكها قبل فوات الاوان . والسلام ،،