د جمال القليوبي يكتب: ترامب و وعيد إنتاج النفط
يبدو ان العديد من اللقاءات التى يجريها الر ئيس ترامب مع الكثير من الشركات الصغيرة لمنتجي النفط الصخري داخل الولايات المتحده الامريكية والتي يهدف أصحابها الي الاستفادة من الوعود التي أدلي بها الرئيس ترامب خلال حملت الانتخابية والتي توعد فيها العالم انه بمجرد توليه المسؤولية سوف يسعي الي ان تكون الولايات المتحده الاكبر في العالم انتاجا للنفط والغاز وعلل علي انه سوف يسهل للكل المنتجين والمستثمرين المحليين الصعوبات التي يوجهوها في الحصول علي التمويلات البنكية وكذلك جدوله مديونية الشركات المتعثرة في دفع مستحقات البنوك والعمل علي أشارك الشركات الكبري مثال اكسون موبيل وشيفرون وتكساس اويل في ضخ أموال جديده لزيادة عدد الحفارات ومنصات الانتاج والتنمية والتطوير لحقول الغاز والزيت الصخري .
وقد كانت تلك الوعود كلها اثناء الحمله الانتخابية ومالبث ان تحقق الفوز لترامي الا وعقد الكثير من اللقاءات مع منتجى النفط والذين معظمهم من الجمهوريين ولديهم التزام مع ترامب بزيادة عمليات الانتاج بعد ان يفي بجدوله الديون لهولاء وكذلك استخراج التشريعات لهم وتقديم تمويلات فيدرالية كما صرح مؤخرا انه لابد من عوده عمليات الحفر في كل أماكن الولايات المتحدة كي يتم رفع الانتاج من ٩مليون برميل حاليا الي ١٤مليون برميل يوميا خلال العام الحالي ٢٠٢٥.
ولم تقف تصريحات بل وتهديدات ترامب علي مستوي انتاج النفط في امريكا بل ذهب ليهدد اوروبا كلها بإصدار رسوم جمركية تجارية علي منتجاتهم الواردة الي امريكا مالم يستورد الاوربيين النفط والغاز المسال الامريكي ٫وذهبت كل تلك التخوفات من صدي الصوت داخل دواوين دول الاتحاد الاوروبي بل ذهبت لتكون الأنباء كالصاعقة علي اذان منتجي الاوبك والاوبك بلس حيث ان تهديد ترامب برفع إنتاجية امريكا اليومية للنفط الي اكثر مما هي عليه ب ٥مليون برميل اي ان التخمة ستصل الي السوق خلال نهاية السنه اذا استمرت الزيادة الامريكية مع خفض الاوبك والاوبك بلس اي انه سيكون دور الاوبك مقلق للغاية وان الأسعار البرميل ستبدا بالترنح دون ال٦٠ دولار وهذا ما لا يحبه الاوبك والتابعين .
ان التضاد بين تصريحات ترامب واهداف الاوبك وايضا تستهدفه الولايات المتحدة في ان تصبح اكبر منتج للنفط والغاز في العالم يظهر وكأنه محاور ثلاثه غير متقابلة ويسير كلا في مساره ويحارب الاخر ٫ ولكن النظرية الا وهي وصول امريكا الي التحكم في سعر برميل النفط كما حدث في عهد اوباما ٢٠١٤ وتهاوت اسعار البرميل مادون ال٢٠ ودار للبرميل والذي كان عصر التقشف الاقتصادي لدول الخليج العربي والاوبك بلس وتلاشي فيه عصاي التحكم للسعر التي كانت تمتلكها الاوبك ولولا ان تداركت المملكة العربية السعودية نظرية التحالف مع الدول الغير مشاركه في الاوبك في عام ٢٠١٨ والتي اطلق عليها لاحقا دول الاوبك بلس حتي تستطيع فك الحصار الذي صنعه منتجى النفط الصخري في امريكا وتتغلب علي السياج الاقتصادي للنفط الذي طبقه اوباما كي يهدم اقتصاديات دول النفط ومنعها من تقديم اي مساعدات لدول الثورات الربيعية في الشرق الاوسط نظرا لعجز مواردها من برميل النفط .
ومن كل ما سردت ودونت اجد ان الوتيرة التي يقوم بها ترامب قبل توليه السلطة وحرصه علي تطبيق نفس منظور الديمقراطيين في عهد بارك اوباما يسعي لتطبيق نفس التصور مره اخري ولكن تختلف تلك المره عن ماقبلها هو ان دول الاوبك والاوبك بلس تفهم جيدا الحرب الامريكية علي سعر برميل النفط وعلي ما تسعي اليه امريكا للتحكم في السعر كي تصل الي التحكم في تلك الاقتصاديات النفطية وتركيزها بالتبعية الكاملة .
ولكن لأخذ كامل الحياة مما يسعي اليه ترامب وحكومته القادمة لابد الاوبك والاوبك بلس من قراءة جيده للأحداث التاريخية المعاصرة التي اثرت علي سعر برميل النفط سلبا وايجابا ولذا اري من خلال رؤيتي بباحث بشؤن النفط ان يكون دور الاوبك هذه المره هو السعي سريعا الي ضم دول تكتل الظل والتي تشمل دول غينيا الاستوائية والبرازيل والسنغال ونامبيا وزامبيا والإكوادور وأنجولا الي منظمة الاوبك علي ان تكون هناك سلة حوافز تقدمها الاوبك لتلك الدول تسهل من قبول الاشتراك والخضوع لقوانين الاوبك في سياسة العرض والطلب ٫ ولتترك الولايات المتحده في السعي لزيادة انتاج الزيت والغاز الصخري حيث ان زيادة الانتاج في السنه الأولي سوف تكون بدون أرباح نظرا لان سعر برميل انتاج الزيت الصخري يزيد عن ٦٨دولا وبالتالي سوف تتكفل الولايات المتحدة الامريكية بتقديم حوافز فيدرالية لمنتجي النفط للوصول بكم من الانتاج يستطيع الاستمرار الي فترا زمنية تفوق ٥سنوات حتي يكون هناك عائد ربحي من البرميل المنتج ولكن يبدو ان المستويات الزمنية لابار الزيت والغاز الصخري لا تصل الي ٤٠٪من الزمن الربحي ولذا تتهاوي إنتاجيتها سريعا مما يعني زياده في عمليات حفر الآبار لتعويض النصف باستمرار .
والى تكملة قادمة