مجرد رأي..إيجيبس وحديث الثروة المعدنية
لازلنا نؤكد علي قناعتنا بأن هذا المؤتمر سيكون حدثاً فاصلاً في تاريخ قطاع البترول ، فأما ان يعطيه تأشيرة تجديد الثقة فيه و دفعه الي دخول مستقبل افضل واما ان تكون تأشيرة خروج الى عوالم اخرى لا نعلمها . لذلك فأن تحضيرات هذا المؤتمر ومستوى ما سيتم عرضه سيكون ذا معني وتأثير كبير ويجب ان يتم اختياره بعناية فائقة .
واذا كنا افردنا موضوعاً عن مخرجات صناعة البترول الواجب التركيز عليها فأننا نجد من الاهمية ان تأخذ الثروة المعدنية حيزاً معتبراً من الاهتمام لانها جزء لا يتجزأ من هذا القطاع .
نحن نعلم ان هناك جهوداً لاعادة احياء هذا النشاط وتعظيم عوائده ولكن من المفيد أيضاً النظر ودراسة تجارب الاخرين .
في تقرير مطول لمجلة ( المجلة) اللندنية عرضت فيه تطورات النشاط الاستثماري السعودي في مجال التعدين وكيف ان السعودية تخطط لحوالي ٨٠ مليار دولار من هذا القطاع . واوضح المدير التنفيذي لشركة (ميتال بنك ) الاسترالية عوامل الجذب في السوق السعودي وهي كما سردها: خفض الضرائب لحوالي ٢٠٪ وشفافية و وضوح مواد القانون الخاصة بالاستطلاع والبحث والتنقيب ووجود قاعدة بيانات جيولوجية سهلة و واضحة وبعيدة عن التعقيد وبالطبع وجود مناطق واعدة لأستخراج النحاس والالمنيوم، والمثير ان شركة سنتامين العاملة في مصر تخطط هي الاخرى للبحث عن الذهب هناك . ويشير المدير التنفيذي للشركة ان التحول الطاقي لا يمكن حدوثه الا في وجود صناعة الالمونيوم وعذراً فهذه النقطه تحديداً نتجه بها الي المتخصصين لشرحها لنا لمعرفة القصد منها .
ولكن ما ادركناه يقيناً ان قطاع التعدين -وهذه هي المفاجأة- مسئول عن نجاح التحول الطاقي الذي نلح عليه في كل حديث لنا مع انتاج معدن الليثيوم اللازم لانتاج بطاريات التخزين الكهربية .
الموضوع عميق ومتشعب وتظهر فيه اهمية الثروة المعدنية بدقة متناهية، ولم نري في بلادنا من يشرح لنا تلك الاهمية بهذا العمق والمهنية وربط نشاط التعدين بالتحول الطاقي . لذا اتوجه الي رئيس هيئة الثروة المعدنية باقتراح بضرورة تكليف احد معاونيه لدراسة التجربة السعودية وقوانينها تفصيلاً و التي يتغني بها المستثمرين الاجانب ويتم بعدها اعداد جدول زيارة له للتباحث مع الجانب السعودي للأستثمار في مصر لنستغل توجه صندوق الاستثمار السعودي للعمل في مجال التعدين في العديد من الدول الافريقية وكذلك التواصل مع شركة (ميتال بنك) ودعوتها للمشاركة في فعاليات ايجيبس ان امكن أو نذهب اليها لتعرض علينا تجربتها في الاراضي السعودية وإمكانية تكرارها في بلدنا وان نعرض عليها الفرص الاستثمارية لدينا ورأيها في مواد القانون الجديد ولوجستيات العمل المتاحة لدينا . وارجو ان لا يغفل القائمين علي المؤتمر بدعوة العالم الكبير (المحاسب خالد الغزالي حرب) ليشارك برأيه وعلمه وخبرته في فعاليات المؤتمر مع هذه الشركة ويقدم لنا خلاصة خبرته في امكانيات التعدين المصري التي ظلمت كثيراً .
لم اكن اتوقع هذه الاهمية البالغة لصناعة التعدين الا بعد قراءة هذا التقرير الرائع واري انه حان الوقت بالفعل لننفض عنا الروتين والانتظار وان نتحلى بروح المبادرة الايجابية والتوجه بقوة ومباشرة الي المستثمرين في هذا المجال الحيوي بلا حساسيه فنحن لا نطلب مساعدة احد بل استثمار ومصالح متبادلة . هذا المجال الذي ادركت قيمته اعتي الدول في انتاج وتصدير النفط فما بالنا ونحن في حاجة الي اية موارد لاننا لا نملك حتي النفط الكافي لأستهلاكنا .
الوقت يسير بسرعه وثقتنا ان الدكتور ياسر رمضان سيتفاعل مع اقتراحاتنا لانه دائماً ما يقرأ جيداً ويقدر ان ما نقوله دائماً مجرداً للصالح العام . والسلام ،،