الإثنين 18 أغسطس 2025 الموافق 24 صفر 1447

شخصيات: خالد سامي.. الإنضباط كما ينبغي

525
مهندس خالد سامي
مهندس خالد سامي

حين تقرأ سيرة المهندس خالد سامي تدرك أنك أمام رجل صُنع من معدنٍ خاص، معدنٍ صلب صاغته مدرجات العلم ومصانع البترول وميادين القتال معاً. وُلد في 15 أغسطس 1943، وتخرج عام 1966 في كلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس، متخصصاً في الميتالوجي – علم باطن الأرض – ليبدأ رحلة امتزج فيها حلم المهندس بعزيمة المقاتل.

بعد تخرجه مباشرة ارتدى بدلة القوات المسلحة ليخدم وطنه كضابط مهندس سبع سنوات كاملة، من 1967 حتى 1973، عاش خلالها أصعب فترات مصر وأكثرها مجداً، فشهد الهزيمة وصبر على مرارتها، ثم شارك بعرقه وجهده في ملحمة نصر أكتوبر واستعادة الأرض والكرامة. تلك السنوات لم تكن مجرد خدمة عسكرية، بل كانت مدرسة حياة تركت بصمتها في شخصيته، فصار منضبطاً، صارماً، شديد الالتزام، وفي الوقت نفسه مرحاً محباً للحياة.

عاد بعدها إلى ميدانه الطبيعي، قطاع البترول، ليبدأ من شركة النصر للبترول مشواراً طويلاً امتد لعشرين عاماً، أثبت خلالها أن الانضباط والجدية تصنعان المعجزات، كان أصغر من تولى منصب مدير عام في عمر الرابعة والثلاثين، وهو إنجاز غير مسبوق وقتها، ثم تولى رئاسة شركة التعاون للبترول 11 عاماً كاملة، وبعدها شركة أنابيب البترول، ونائباً لرئيس الهيئة ،حتى استقر به المقام رئيساً لشركة بتروجت من مارس 2002 حتى أغسطس 2003.

وخلال قيادته لبتروجت، واجه تحديات جساماً، فأشرف على تنفيذ مشروع غاز الشرق خط العريش/طابا وسط صحراء ملغومة وحرارة قاسية بلغت 50 درجة مئوية. وقاد أعمال المرحلة الأولى من أكبر محطة لإسالة الغاز الطبيعي بدمياط بطاقة إنتاجية وصلت إلى 4 ملايين طن سنوياً. كما أشرف على محطة شحن السكك الحديدية بعجرود – السويس، ومشروع إنشاء محطة إسالة الغاز بإدكو، وغيرها من المشروعات التي رسخت مكانة بتروجت كذراع تنفيذية عملاقة لقطاع البترول.

لكن وراء القائد الصارم كان هناك إنسان دافئ، ربّ أسرة ناجحة، أنجب أبناءً ساروا على خطاه في التفوق والالتزام وهم: وليد مدير عام الشئون القانونية بشركة جابكو، وداليا مدير عام العقود بشركة جاسكو ، أما زوجة ابنه، السيدة إيمان عبد القادر – مدير عام مساعد الموارد البشرية ببتروجت ، وقد وصفته بأنه كان رجلاً مرح، محب للحياة، لكن صرامته المستمدة من خلفيته العسكرية لا تغيب أبداً عن شخصيته.

أنهى رحلته المهنية عند بلوغه سن التقاعد،تاركاً وراءه إرثاً من الإنجازات ومشروعات كبرى تضاف إلى تاريخ بتروجت العريق، وأثراً إنسانياً عميقاً في نفوس من عملوا معه.

إنه المهندس خالد سامي…نموذج للقائد الذي جمع بين الانضباط العسكري وحب الحياة، بين صرامة القرارات ورقة القلب، وبين العطاء في ميادين القتال والعمل فى البترول على السواء…خالد سامي رجل رحل عن منصبه، لكنه بقي محفوراً في ذاكرة من عرفوه وعايشوه.
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط