الإثنين 27 أكتوبر 2025 الموافق 05 جمادى الأولى 1447

خالد عبدالسلام ونبيل عبدالصادق...تحديات وآمال

857
المستقبل اليوم

تُعد شركة بدرالدين للبترول واحدة من القلاع الإنتاجية الكبرى في قطاع البترول، إذ ارتبط اسمها منذ تأسيسها بمسيرة طويلة من النجاح والعطاء والكوادر المتميزة التي صنعت تاريخها ورفعت رايتها في سماء الإنتاج . فمنذ شراكتها الأولى مع شركة شل العالمية في ثمانينيات القرن الماضي، نجحت بدرالدين في أن تكون مدرسة متكاملة لتخريج أجيال من الخبرات، رجالاً ونساءً، أسهموا في النهوض بالشركة وتحقيق إنجازات مشهودة امتدت على مدار عقود.

ورغم ما حققته من نجاحات، فإن الشركة – شأنها شأن غيرها من الكيانات البترولية – لم تخلُ مسيرتها من التحديات والتراجع النسبي في معدلات الإنتاج خلال بعض المراحل. وقد شهدت السنوات الأخيرة حدثاً مفصلياً في تاريخها، تمثل في تخارج الشريك الأجنبي شل العالمية، لتحل محلها شركة كايرون للنفط (بيكو سابقاً)، في فترة تولي المهندس صلاح عبدالكريم رئاسة الشركة، وهو الذي يتولى حالياً رئاسة الهيئة المصرية العامة للبترول.

على مدار تاريخها الطويل، تعاقب على قيادة بدرالدين عدد من الرموز والقيادات البترولية البارزة الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة الشركة، من بينهم المهندسون محمد ناجي، وعبدالواحد جوهر، وعابد عز الرجال، وعماد حمدي، وعلاء البطل، وصبري الشرقاوي، وصلاح عبدالكريم، وأشرف عبدالجواد، وصولاً إلى رئيسها الحالي المهندس خالد عبدالسلام، الذي يقود اليوم مرحلة جديدة من التطوير والتحديث داخل الشركة.

وتشهد هذه المرحلة تعاوناً وثيقاً بين المهندس خالد عبدالسلام وفريق العمل بالشركة، وفي مقدمتهم المهندس نبيل عبدالصادق، الذي يتولى حالياً منصب المدير العام ممثلاً عن الشريك الأجنبي “كايرون”. وعبدالصادق من الكفاءات المعروفة في القطاع، إذ شغل عدداً من المناصب القيادية في شركات بترولية مختلفة قبل تقاعده، ليعود عبر بوابة بدرالدين مستنداً إلى خبراته الواسعة في دعم عمليات التطوير وتعزيز الإنتاج.

ولا يختلف اثنان على أن مسيرة بدرالدين مرت بمراحل متباينة في الظروف والنتائج، لكن يجمع الجميع على أن كل قيادة تركت بصمة من نوع خاص، وساهمت في الحفاظ على استقرار الإنتاج ومواجهة التحديات. فمرحلة المهندس صلاح عبدالكريم مثلاً كانت من أصعب المراحل وأكثرها حساسية، حيث أعاد خلالها بناء الشركة وهيكلتها، فيما واجه المهندس أشرف عبدالجواد تحديات مالية كبيرة بسبب تأخر حصول الشريك الأجنبي على مستحقاته لفترة .

أما اليوم، فإن المهندس خالد عبدالسلام يجد نفسه أمام واحدة من أكثر المراحل تعقيداً في تاريخ الشركة، إذ يخوض معركة حقيقية لرفع معدلات الإنتاج، في ظل مطالب واضحة من وزارة البترول والهيئة العامة للبترول بضرورة تحسين الأداء وتحقيق طفرة في النتائج. ورغم ما يواجهه من ضغوط وصعوبات، فإنه يسعى مع فريقه إلى تنفيذ خطة تطوير شاملة تعتمد على تعظيم الاستفادة من الحقول الحالية، واستخدام أحدث التقنيات في الاستخراج والإنتاج، وتحسين كفاءة التشغيل.

ويؤمن الشريك الأجنبي، ممثلاً في المهندس نبيل عبدالصادق، بأن نجاح بدرالدين في رفع إنتاجها هو ركيزة أساسية لتقليل الأعباء على الدولة، خصوصاً في ظل ما تتحمله من كلفة تمويل واردات الطاقة من الخارج. ومن هنا تتضافر الجهود بين الجانبين المصري والأجنبي للحفاظ على موقع الشركة الريادي ضمن الشركات المنتجة للبترول في مصر.

وفي المحصلة، تظل بدرالدين نموذجاً يحتذى به في الصمود والاستمرارية، فقد أثبتت على مدار عقود أن روح الانتماء والعزيمة قادرتان على تجاوز العقبات، وأن كل مرحلة من مراحلها – رغم اختلاف الظروف والتحديات – كانت لبنة في صرح الشركة الذي لا يزال شامخاً حتى اليوم. وبين ماضٍ مشرفٍ وحاضرٍ يواجه الصعاب، تبقى الآمال معلقة على جيل جديد من القيادات يواصل المسيرة بذات الإصرار، ليكتب فصلاً جديداً في تاريخ بدرالدين للبترول.
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط