الجمعة 27 ديسمبر 2024 الموافق 26 جمادى الثانية 1446

مجرد رأي..الشيمي والحديدي وأخلاق الكبار

287
المستقبل اليوم

اثلج صدري قرار المهندس محمد الشيمي وزير قطاع الأعمال ،بتعيين المهندس طارق الحديدي رئيساً غير تنفيذي للشركة القابضة للصناعات الكيماوية ، تمهيداً لأن يكون رئيساً تنفيذياً ، وقد اثلج القرار صدور كل القوم المؤمنين داخل قطاع البترول خاصة الذين يعرفون للشيمي والحديدي قدرهما .

وبعيداً عن المهندس طارق الحديدي ، فالرجل يعرفه القاصي والداني ، خدم في قطاع البترول واحتل فيه مراكز قيادية متقدمة منذ نعومة أظافره ، وكان اصغر وكيل وزارة ونائب رئيس هيئة في تاريخ قطاع البترول ، كما انه تولى رئاسة الهيئة العامة للبترول ، وعندما استشعر الحرج في العمل مع وزير البترول السابق ، تقدم بإستقالته ، فلم يستطيع الرجل أن يقتنص حقوقه التي نص عليها الدستور والقانون ، فودع القطاع بسلام ، وقد افردت حلقة في حكاوي علام للحديث عن مآثر طارق الحديدي .

لكنِ هنا أوجه التحية للمهندس محمد الشيمي ، الذي يعرف أصول وعادات وتقاليد قطاع البترول ، ويعرف للعامة منهم والخاصة قدره ومقداره ، وعندما جاءته الفرصة وسنحت الظروف ، بحث عن العناصر المميزة والواعية لتكون ساعداً للوطن في ظل هذه الظروف ، وهذه هي أخلاق رجال قطاع البترول الذين نعتز بهم ونقدرهم ونحفظ لهم صنيعهم .

محمد الشيمي أعرفه كرجل شهم ، قبل عشر سنوات من الآن تقلد المهندس الشيمي رئاسة شركة بتروجت ، ولم تكن الأحوال بيننا على ما يرام ، وظل الوضع متوتراً حتى تدخل المهندس شريف إسماعيل وزير البترول ورئيس مجلس الوزراء الاسبق وجلست الى المهندس محمد الشيمي ، طوال فترة المعركة والتي كانت آحادية الجانب ، تلثم الشيمي برداء الفروسية ، فلم ينزلق الى المعركة باستخدام اي وسيلة يملكها ، ولكنه كرجل شهم فتح ذراعيه للجميع وبمجرد اللقاء الاول بين جدران بتروجت ذاب جبل الثلج ، وكأن ما كان لم يكن ، حتى انه تحمل سخافات كان في استطاعته ان يبعد عنها ، لكن القيادة الحقة هي التي تدرك اهمية دور غيرها ، هو يؤمن أن كل مهنة لها دورها ولا يمكن الاستغناء عنها حتى لو طاله منها مالا يحب ومالا يروق له .

يدرك المهندس الشيمي أهمية الصحافة ، ودائماً ما يمنح من يكتب الف عذر وعذر اذا اخطأ فيما يكتب ، لعل الصورة الواصلة تكون منقوصة او غير مكتملة ، وهذا ما صنع صورة اكثر إشراقاً للمهندس الشيمي في نظر كل صحفيي مصر واعلامييها ، منذ ان كان رئيساً لجهاز المترو ثم صان مصر ثم بتروجت ثم جنوب الوادي ثم صان مصر بعد ذلك .

والمواقف والتجارب هي التي تمنحك الفرصة كي تقيم الرجال ، وكل المواقف اثبتت بعد هذا العمر الطويل والسنين الفائتة ان محمد الشيمي رجل كبير بمعنى الكلمة ، رجل دولة ، قيادة لها حكمة ورأي في الامور كلها ، وهذا ما لمسه كل الناس ، ربما جمهوره العريض داخل قطاع البترول هو الذي يبحث عنه في كل ركن وكل مكان ، هو بالنسبة لهم واحد منهم ، يعبر عنهم ويمثلهم وافعاله تثلج صدورهم .

لم تكن انتصاراته في وزارة قطاع الاعمال ، "وهي وزارة بها ما بها" ، الا انتصاراً لقطاع البترول بأكمله ، الكل يشاور عليه ويقول: هذا إبن قطاعنا الذي جاد به على قطاع أخر ، فأنجز فيه وحقق فيه ما لم يحققه أحد ، ثم جاء قراره بتعيين المهندس طارق الحديدي كواحد ضمن كتيبة قطاع الاعمال ، لتؤكد على ذلك المعدن الطيب للمهندس محمد الشيمي .


الحياة من الممكن أن تكون أفضل والطريق ممكن ان يكون قصيراً والانجاز سهل ان يتحقق ، كل ما هنالك ان نبحث عن اشخاص مثل المهندس محمد الشيمي ، وهم بدورهم سيجدون ألف طارق الحديدي وسعد ابو المعاطي ، ولو كانت الامور في قطاع البترول طيلة العشر سنوات الفائتة سارت بهذا الشكل الذي رسمه الشيمي ويسير عليه ، لكان القطاع في مكان أخر .

#سقراط




تم نسخ الرابط