سفينة الأمل في المياه العميقة "سايبم 10000"
قديمًا تم اكتشاف الآبار حيث كان القدماء المصريون يشتهرون بطريقة معينة للحفر وهي الحفر اللوبي حتى تطور الأمر بعد ذلك ( وأصبحت تلك الطريقة تستخدم في حفر آبار البترول والغاز الطبيعي )
كما ذكرت العديد من المصادر أن الإنسان عرف الغاز في عصور ما قبل التاريخ فكثيراً ما كان يتصاعد في الهواء من شقوق صغيرة في سطح الأرض، ولكنه لم يعرف قيمته وفوائده. وبتقدم الزمن عرف أن هذا الغاز المتصاعد من باطن الأرض قابل للاشتعال.
كما يحدثنا التاريخ أن أهل الصين كانوا من الأوائل الذين استعملوا الغاز كوقود، منذ عام 940 قبل الميلاد. وتمكنوا من نقل هذا الغاز في أنابيب من البامبو من مصادره الأرضية إلى شاطئ البحر، حيث استخدموا اشتعاله في تبخير ماء البحر للحصول على الملح.
وفي العصر الحديث بدأ استخدام الغاز كوقود في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1820وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى لم يشهد العالم الاستفادة من الغاز الطبيعي ، الذي كان يحرق بالكامل في مناطق إنتاجه دون الاستفادة منه. ولم يبدأ استخدام الغاز إلاّ بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك نتيجة لوجوده بكميات ضخمة خاصة في إيطاليا وفرنسا، ووجود احتياطي كبير في كل من بحر الشمال وهولندا وشمال أفريقيا وغيرها من مناطق العالم، مما جعله محط لأنظار البلدان المختلفة مواكبا للتطور التكنولوجي في مطلع السبعينات.
كما ذكرت مؤسسة وود ماكينزي الدولية في تقرير لها صدر منذ سنوات عن مستقبل التنقيب والاستكشاف في القطاع النفطي العالمي أن أكثر من نصف الأحجام الجديدة للاستكشافات سوف تأتي من المياه العميقة، وأكد التقرير على أهمية زيادة القدرة على تحمل مخاطر الاستكشاف
وتعتبر عملية استخراج النفط والغاز الطبيعي من تحت قاع البحر في المياه العميقة. عملية معقدة وصعبة وتتطلب تكنولوجيا عالية ومعدات متطورة، ومن هنا أدركت مصر منذ سنوات عديدة أهمية الغاز الطبيعي كوقود مثالي وأحد أهم مصادر الطاقة البديلة وما نراه حالياً من الجهد الدؤوب والعمل المتواصل للمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية داخل وخارج مصر منذ بداية توليه المسؤولية وإجتماعاته المتوالية مع مسؤولي كبرى الشركات العالمية بجانب زياراته المتوالية لمواقع الإنتاج وتحفيزه على العمل بروح الفريق الواحد وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي إهتماما كبيرا بملف الطاقة مما أعطي المزيد من المصداقية لقطاع البترول المصري أمام الشركات العالمية العاملة في مصر بالإضافة إلى متابعة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وتوجيهاته للعمل علي خفض فاتورة الاستيراد و تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية من خلال إزالة المعوقات والعمل على تخفيض مستحقات الشركاء الأجانب لجذب المزيد من الاستثمارات لقطاع البترول وقد بدأت بشائر الخير والأمل تتوالى بوصول سفينة الحفر ( سايبم 10000) يوم الثلاثاء 28 يناير 2025 إلى المياه العميقة المصرية بالبحر المتوسط لبدء العمل في حفر ابار جديدة بموقع حقل ظهر شمال بورسعيد وذلك لإضافة كميات جديدة على الإنتاج فور الإنتهاء من أعمال الحفر من مما يسهم في تعزيز معدلات إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ظهر و تلبية إحتياجات المواطنين ومختلف قطاعات الدولة من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي
فهنيئا لمصرنا الحبيبة......... وكما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم.....في واحدة من أشهر قصائده ( مصر تتحدث عن نفسها ) .............. ( وبُناةُ الأَهرَامِ في سَالِفِ الدَّهرِ كفوني الكَلامَ عِندَ التَحَدي )