د جمال القليوبي يكتب: أسعار النفط تتهاوي والاوبك+ تترقب!

منذ ان طبق ترامب منظور الحرب التجارية ونفذ اليات الرسوم الجمركية علي كل ما تستورده امريكا من سلع ومواد ومعادن وغذاء بشراءيحه المختلفة التي طالت كل دول العالم بنِسَب تتراوح بين ١٠٪ حتي ٥٠٪ وفي ساعات قليلة خسرت البورصات الامريكية مايزيد عن ٨٠مليار دولار وتبعتها كل البورصات العالمية والتي خسرت بنِسَب كبيره لم تشهدها الا في جاءيحة كورونا حيث وصلت الخساءير الي اكثر من ١٠٪ في البورصات العربية بينما في البورصات الأوربية خسرت لمستويات ٢٣٪ ٫ وكانت الخساءير الاكبر بعد تنفيذ ترامب بتهديده علي الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين بنسبه ٣٤٪ردا عليه بفرض رسوم جمركية جديدة وصلت الي ١٠٤٪ علي كل المنتجات الصينية التي تدخل الاسواق الامريكية .
وتماشيا مع ما يحدث من فرض رسوم جمركية وتهاوي في البورصات يأخذ النفط والغاز نفس المنحدر في التأثيرات مباشره حيث أدت الرسوم الي ركود محسوس نتيجه التحفزات التي هددت بها معظم دول العالم بتجهيز الرد الانتقامي علي رسوم ترامب الجمركية مما أدي الي تجميد كثير من الصفقات وانحسار حركة النقل ونقص الاستهلاك في الطاقة وعليه توقفت حركة التعاقدات الاجلة لصفقات النفط والغاز الطبيعي في بورصات طوكيو ولندن حيث وصل سعر البرميل اليوم الي ٦٢دولار لخام برنت بينما وصل الخام الامريكي لغرب تكساس الي ٥٨ دولار . ويعد هذا الانخفاض في سعر البرميل خارج كل التوقعات في كل التقارير المالية او حتي الوكالات الدولية ولم يكن الاجتماع التي شمل كل وزراء الاوبك والاوبك بلس في نهاية الأسبوع الماضي يحتوي علي اي تصورات او حتي تخوفات من الرسوم الجمركية بل كان الاجتماع يستهدف كيفيه وقف السوق الموازية والتي تضخ كميات من النفط تفوق المعروض وايضا مناقشه المشاكل التي تعرضت لها حقول النفط في ايران والعراق وليبيا الي التزامات اجبارية في اجراء صيانه لها بما يوازي توقف ضح حوالي ٦٥٠الف برميل واقتراح الأعضاء تعويضها من الاوبك بلس بزيادتها لإنتاج بما يوازي حوالي ٤٨٠الف برميل حتي تتعافي الحقول المتوقفة وحينها كانت اسعار النفط للبرميل حوالي ٧٢دولار ولم يكن احد يتوقع تلك الهزة التي أطاحت بالسعر في اقل من ايّام معدودة الي خسارة تصل الي اكثر من ١٧٪ . ان الاستمرار في تلك الرسوم الجمركية وتطبيقها داخل الولايات المتحده الاكبر الدول استهلاكا للنفط سيودي الي وتيره التضخم السريع وارتفاع في اسعار السلع وتباطيء الانتاج والتصنيع لان المردود علي الصناعات المحليه سيكون متاح فقط للاستهلاك المحلي بينما سيعاني المنتج الامريكي تلك الرسوم التي ستفرضها الاسواق العالميه عليها كرد انتقامي مما سوف يقلل من شراهه استهلاك الطاقه وعلي الناحية الاخري فان تهاوي سعر برميل النفط الي اقل من ٧٠دولار يعني توقف اكثر من ٢١ شركة وطنية أمريكية تعمل في استخراج النفط والغاز الطبيعي الصخري والذي سوف يعرض تلك الشركات الي خسائر هاءيلة وعدم قدرتها علي الوفاء بالتزاماتها لرؤوس الأموال والبنوك بل تبعا سيجمد أنشطه كثير من البنوك التي لها اسهم وأرصدة في تلك الشركات . وسيجد ترامب ووزراءه انهم في ازمه حيث ان الشراء من سوق النفط قد يخدم المخزون الفيدرالي من البترول ولكن لن يخدم شركات النفط ورؤوس الأموال النفطية التي تخسر المليارات ولن تجد من يعوض او يدعم ٫ وعلي صعيد التكنهات التي استطردتها المؤسسات الاءتمانية والتي تري ان دور الاوبك والاوبك بلس لن يجدي منه اي تصرف او افعال خلال الفترة القادمه طالما ان الرسوم الجمركية مازالت مفروضه وكذلك الردود المتلاحقه من فرض رسوم جمركية انتقاميه سواء من الاتحاد الاوربي او اليابان وكوريا الجنوبية او دول اسيا فكلها سوف تزيد من الحاله العالمية للركود الاقتصادي الذي يودي الي تقليل الطلب علي البترول والغاز ٫ وقد تهوي اسعار النفط الي اقل من ٤٠دولارا اذا استمرت الرسوم الجمركية وفي نفس الوقت قد يتحرر تكتل الاوبك والاوبك بلس من اي التزامات بعمليه خفض الانتاج والتي قد يرها غير مجديه نظرا لان الكثير من الدول المنتجه لديها التزامات اقتصادية تجاه شعوبها تقتضي بيع النفط لانه السبيل لجني الأموال ٫ وعليه اجد انه لابد ان يكون هناك عقلاء في هذا العالم لوضع حد للحرب التجارية الحاليّه والتي اذا زادت وتيرتها الانتقامية باسلحة الرسوم الجمركية المتبادلة قد تنتج تكتلات دوليه تعادي الرأسمالية الامريكية والتي ستذهب الي إلغاء الدولار من كل تعاملاتها والذهاب الي عملات اخري تغطي بمخزون من الذهب والمعدن النفيسه وتشكل دول منفعه بعيد عن امريكا التي تحتاج الي سنه ميلاديه حتي تترك المنتج الذي يملكة رؤوس الأموال الامريكية من تكنولوجيا وصناعه وسلاح والات ومعدات متاح لدي الاسواق الامريكية بينما يذهب العالم الي تكتل اخر مثل بريكس او الاتحاد الاوربي بديلا لكل المنتجات الامريكية ...والي تكمله قادمه