شخصيات : غاز مصر..الشجرة التي لا تيبس أبداً

هناك أماكن تترك في القلب بصمة لا تُمحى، وشركة “غاز مصر” واحدة من تلك الأماكن التي تحولت من مجرد شركة إلى حكاية ممتدة في ذاكرة كل من عرفها أو عمل بين جدرانها. مكانتها في القلب لم تأتِ من فراغ، بل نبتت من جذور عميقة صنعتها علاقات إنسانية صادقة بين رجالها، رجال لن يجود الزمان بمثلهم.
منذ تأسيسها في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، على يد المهندس عبدالحميد أبو بكر، حملت “غاز مصر” طابعًا خاصًا لا يشبه سواها. كانت وما زالت بيتًا كبيرًا، يجمع أبناءه على المحبة والمودة. علاقاتهم ثابتة لا تهزها السنون ولا المسافات، ولا تقلل منها العزلة أو تباعد المناصب. إنهم أشبه بأسرة واحدة، تعرف بعضهم منذ البدايات، يتشابهون في الملامح والصفات، يلتقون في قيم راسخة زرعها هذا الصرح العظيم في نفوسهم.
أذكر في عام 2012، حين سألت المهندس مصطفى إسماعيل – وكان وقتها رئيس الشركة – عن أفضل ما حدث له في مسيرته، أجاب بابتسامة هادئة: “أنني رئيس غاز مصر”. كانت إجابته مفاجأة بالنسبة لي، فهو الذي ترأس شركات عدة من قبل! لكنه شرح قائلاً: “قمة السعادة أن تأتيك اللحظة التي تترأس فيها المكان الذي كبرت بين جدرانه وتربيت فيه.”
هذه الجملة لم تكن استثناءً. سمعتها بصيغ مختلفة على لسان المهندس ياسر صلاح رئيس “جاسكو” الحالي، عندما كان رئيساً لشركة غاز مصر ، ومن المهندس وائل جويد رئيس “غاز مصر” الحالي، وربما ستسمعها من كل من تولى رئاسة هذه الشركة. حتى أولئك الذين غادروها، لا يزالون يفاخرون بانتمائهم إليها، ويعرفون أنفسهم بعبارة واحدة: “أنا ابن غاز مصر”. مثلًا المحاسب عبدالرحيم محمود، رئيس شركة واحة باريس الأسبق، لا يزال يحفظ أرقام زملائه عن ظهر قلب، حبًا وشوقًا لتلك المدرسة التي صنعت الرجال.
وليس أدل على ذلك من انتشار أبنائها في كل ركن من أركان قطاع البترول: المهندس نبيل هاشم والمحاسب هادي فهمي، والمهندس فؤاد رشاد،والمهندس صلاح حسن، والراحل العظيم عاصم السيد، والمهندس الراحل سيف الإسلام عبدالفتاح، والمهندس عبدالهادي أبوزيد، والمهندس علاء حسن ، والمهندس طارق الدجوي والدكتور محمود بدران ، والمهندس أمل العليمي والمهندس علاء الدين عبداللطيف والمهندس عبدالهادي ابوزيد والمهندس هشام رضوان ، والمهندس محمد ابراهيم والمهندس فيصل ابو العز والمهندس عادل حمدي، والمهندس محمد عادل عبدالحميد والمهندس ابراهيم شوكت والمهندس امل العليمي والمهندس محمد كروش والراحل العظيم عاصم السيد والقانوني ابراهيم توفيق والدكتور محمود بدران والمهندس حسام السمره ، والمهندس محمد قنديل، والمهندس محمد فتحي، والمهندس إيهاب كمال والمهندس حسانين والسيد محسن مطاوع ، والمهندس خالد رسلان ، وغيرهم كثير ، ومن قبلهم أسماء خلدها التاريخ يستعصي على الذاكرة تذكرهم، وغيرهم من أعلام القطاع.
وقد تولئ رئاسة شركة غاز مصر : المهندس عبدالحميد أبو بكر والمهندس نبيل هاشم والمهندس محمد الغنام، والمهندس محمد عادل عبدالحميد والمهندس مصطفى إسماعيل والمهندس فؤاد رشاد والمهندس فيصل أبو العز والمهندس محمد إبراهيم والمهندس هشام رضوان
والمهندس حسام السمرة والمهندس ياسر صلاح الدين والمهندس وائل جويد .
ورغم أن كثيرًا من الشركات جفت أشجارها بفعل الزمن، وتهاوت أوراقها مع رحيل قياداتها، إلا أن “غاز مصر” بقيت شجرة وارفة، جذورها ضاربة في الأرض، وفروعها تمتد في كل مكان. ما زالت تحتضن قيادات الصف الثاني والثالث، من مهندسين وفنيين ومحاسبين وإداريين وقانونيين، جاهزين لحمل الراية ومواصلة المسيرة.
إنها ليست مجرد شركة، بل شجرة مثمرة ثابتة الأصل، مورقة الفروع، لا تيبس أبدًا. شجرة صنعت رجالًا، وصاغت حكايات وفاء لا يعرفها إلا من عاش في ظلها. ومن يعرف “غاز مصر”، يدرك جيدًا أن الحديث عنها ليس مجرد كلمات، بل شعور بالانتماء لجذور لا تموت.
غاز مصر… مدرسة لا تخرج رجالًا فقط، بل تصنع عائلة ممتدة في كل زمان ومكان
ولأبناء غاز مصر الشباب اليوم، أنتم الامتداد الطبيعي لهذه الشجرة العريقة، وأنتم الماء الذي يروي جذورها ويضمن خضرتها. فاحملوا رايتها بكل فخر، وكونوا امتدادًا لتاريخها العريق، لتظل “غاز مصر” شجرة لا تيبس أبدًا.
#المستقبل البترولي