الإثنين 28 يوليو 2025 الموافق 03 صفر 1447

هل يتم منح إجازة للسيدات وتقليص ساعات العمل لترشيد الإستهلاك ؟

3843
المستقبل اليوم

في ظل ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء في مصر خلال فصل الصيف، والذي تجاوز حاجز 35 ألف ميجاوات يوميًا، ومع بلوغ استهلاك الجهات الحكومية والوزارات والدواوين العامة أكثر من 5 آلاف ميجاوات يوميًا، بات من الضروري البحث عن حلول واقعية لتخفيف الضغط على الشبكة القومية للكهرباء، وتخفيف الأعباء عن الموازنة العامة للدولة.

من هنا، يبرز مقترح عملي يتمثل في منح إجازة موسمية للسيدات خلال أشهر الصيف، وتقليص عدد أيام وساعات العمل الرسمية، وذلك ضمن خطة شاملة لترشيد استهلاك الكهرباء، دون المساس بسير العمل أو مصالح المواطنين.

4 أيام عمل أسبوعيًا وتقليص ساعات الدوام

يقترح النظام الجديد أن يكون أسبوع العمل 4 أيام فقط، كأن تكون أيام الدوام من الأحد إلى الأربعاء أو من الاثنين إلى الخميس، على أن يبدأ العمل من الثامنة صباحًا وحتى الواحدة والنصف ظهرًا. ويطبق هذا النظام على مختلف المباني الإدارية، من وزارات وشركات ومصالح حكومية، مع الحفاظ على الحد الأدنى من التشغيل الفعّال.

هذا النظام لا يُعد تقليصًا للإنتاجية، بل هو إعادة تنظيم للموارد البشرية، خاصةً في ظل تصريحات رسمية تفيد بأن “ما يقوم به 5 ملايين موظف حكومي يمكن إنجازه من قبل مليون موظف فقط”. ولعل أي مواطن يرتاد مصلحة حكومية يلحظ بنفسه وجود عدد كبير من الموظفين دون مهام فعلية واضحة.

إجازة صيفية للسيدات.. خطوة في الاتجاه الصحيح

في سياق هذا المقترح، تأتي منح السيدات العاملات إجازة صيفية كخطوة إنسانية وعملية في آنٍ واحد. إذ تشير الإحصاءات إلى أن نحو 30% من العاملين بالعديد من الجهات – مثل قطاع البترول – هن من السيدات، وقد جرى بالفعل منحهن إجازات طويلة خلال أزمة كورونا دون أن يتأثر سير العمل.

وفي فصل الصيف، تتواجد الأسر في المنازل نظرًا لإجازة المدارس، وبالتالي لا يمكن القول إن منح إجازة للسيدات سيؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء في البيوت، بل العكس هو الصحيح: تقليل استهلاك الأجهزة الكهربائية في مقار العمل سيكون له مردود مباشر في خفض الفاتورة القومية للكهرباء.

العمل بنظام التبادل والشيفتات

وفي حال تعذر منح إجازة كاملة، يمكن تطبيق نظام التبادل (الشيفتات)، بحيث يتناوب الموظفون على الحضور وفق جدول محدد، مع التأكيد على إغلاق المكاتب غير المستخدمة، ما يحقق وفرًا حقيقيًا في استهلاك الإضاءة والتكييف والأجهزة المكتبية.

دروس من أزمة كورونا وتجارب دول الخليج

تجربة العمل خلال جائحة كورونا أثبتت أن الإنتاجية لم تتأثر رغم تقليص أعداد الحضور، بل تحسنت في بعض الجهات نتيجة التركيز على المهام الجوهرية. كما أن دول الخليج تطبق نظم عمل صيفية ناجحة، حيث يبدأ الدوام من السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة، تفاديًا لذروة الحرارة والاستهلاك.

ورغم أن تطبيق هذه التجربة في مصر قد يواجه تحديات بسبب عدد السكان وضخامة الجهاز الإداري، فإن التدرج في التطبيق على الوزارات والجهات غير الحيوية، أو على السيدات وكبار السن، كفيل بتحقيق نتائج إيجابية دون أي تعطيل للخدمات.

الإرادة مفتاح التنفيذ

لا يتطلب الأمر خبراء بقدر ما يتطلب إرادة حقيقية ورؤية رشيدة من صناع القرار. ترشيد استهلاك الكهرباء لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة، خاصة مع استمرار الأزمات الاقتصادية وارتفاع كلفة الدعم. وما لم نتحرك اليوم بإجراءات مدروسة، سنضطر لاحقًا إلى اللجوء لقرارات قاسية كزيادة أسعار الكهرباء أو العودة لسياسة تخفيف الأحمال.




تم نسخ الرابط