الأربعاء 27 أغسطس 2025 الموافق 04 ربيع الأول 1447

شخصيات: إبراهيم موافي..وإعادة ترتيب "النيل" من جديد

513
مهندس إبراهيم موافي
مهندس إبراهيم موافي

في حياة كل شركة لحظات فارقة، وفي مسيرة كل قطاع قيادات تُحدث الفارق وتترك بصمات حقيقية، وشركة النيل لتسويق البترول، التي تأسست عام 2006، عرفت عبر تاريخها محطات متعددة ورؤساء تعاقبوا على قيادتها، لكل منهم اجتهاده وظروفه، لكن التاريخ لا يدون تاريخ الأسماء جميعها على قدم المساواة، بل يتوقف عند من صنعوا الفارق الحقيقي، وأعادوا صياغة المعادلة في الأوقات الحرجة.

من بين هذه المحطات، تبدو مرحلة المهندس إبراهيم موافي علامة مضيئة في سجل الشركة، منذ أن أصدر المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية قراره بتعيينه رئيسًا للشركة قبل ثلاثة أشهر فقط، قرار وصفه كثيرون داخل القطاع بأنه من أنجح القرارات، ليس لأنه كتب على الورق، ولكن لأنه أثبت أثره السريع على أرض الواقع، في هيئة البترول وفي أروقة شركة النيل نفسها.

وقد يرى البعض أن عمر إبراهيم موافي في شركة النيل لا يسمح بقراءة شخصيته ، وأقول: القائد الحقيقي لا يُقاس بعدد السنوات التي يقضيها على رأس شركة، بل بمدى قدرته على صناعة التحول منذ اللحظة الأولى، وكما في كرة القدم، يكشف اللاعب الموهوب عن نفسه فور نزوله الملعب، كذلك كان حضور موافي مختلفًا منذ يومه الأول، إذ لمس العاملون أثره سريعًا في طريقة الإدارة وفي الرؤية التي انطلقت لترتيب البيت من الداخل.

شركة النيل شهدت عبر تاريخها قيادات كثيرة بدءًا من المحاسب يحي شنن، مرورًا بفتحي عماره وشاكر الهواري وأحمد التوني وعمرو الكعكي وناصر شومان وأحمد عيد ، وكل اسم من هؤلاء يمثل مرحلة في مسيرة الشركة، لكن التقييم الحقيقي سيظل للتاريخ، فهو وحده القادر على أن يميز بين من اجتهد بإخلاص، ومن اكتفى بتأدية الواجب الوظيفي. واليوم، يكتب التاريخ صفحة جديدة باسم إبراهيم موافي، بوصفه الرجل الذي جاء في التوقيت الأصعب، ليعيد الانضباط والثقة إلى شركة وطنية تعاني من تحديات جسيمة أبرزها الترهل الإداري الذي أصابها عبر السنين وأثر على أداء موظفيها .

ربما يكمن سر نجاح إبراهيم موافي في فلسفته البسيطة وهي: إصلاح الإنسان قبل اللوائح ، وقد ركز على ذلك منذ اليوم الأول، محاولاً استعادة الانتماء بين العاملين، ووضع الكفاءات في أماكنها الصحيحة، وتعظيم الاستفادة من الطاقات البشرية الكامنة داخل الشركة، لأنه يدرك أن أي إصلاح لا يبدأ من العنصر البشري مصيره الفشل، لذلك جعل من العاملين محور مشروعه الإصلاحي .

هذا النهج لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة مسيرة طويلة تجاوزت ثلاثة عقود، فقد بدأ إبراهيم موافي عمله عام 1991 ككيميائي في الإسكندرية، ثم تدرج حتى أصبح واحدًا من أبرز خبراء الزيوت في مصر، وتولى مواقع متعددة داخل شركة التعاون للبترول، حتى شغل منصب مساعد رئيس الشركة للشئون الفنية وعضوًا بمجلس الإدارة، في عام 2021 ، قبل أن تأتيه الثقة لقيادة “النيل”، وهو خبرة مهنية عميقة جمعت بين المعرفة الفنية الدقيقة والرؤية الإدارية المتزنة، والتي صنعت منه قائدًا يرى الخلل بوضوح ويمتلك الشجاعة لإصلاحه.

اليوم، وبعد ثلاثة أشهر من توليه المسئولية، بدأت معالم مرحلة جديدة تتشكل داخل شركة النيل. مرحلة قائمة على الانضباط والشفافية والكفاءة، حيث بدأت تُغلق أبواب الفوضى، وتفتح نوافذ الأمل، ويعود الانتماء إلى العاملين. لم يكن ترتيب ذلك مجرد مهمة إدارية، بل نقطة انطلاق لنهضة شاملة تهدف إلى أن تستعيد الشركة موقعها اللائق كأحد أعمدة قطاع البترول في مجال التسويق ، جنباً الى جنب مع شقيقاتها الكبريات "مصر للبترول والتعاون" .

إن تجربة إبراهيم موافي تؤكد أن القيادة ليست كلمات تُقال أو مناصب تُمنح، بل أثر ملموس وبصمة تُسجل في ذاكرة الشركات، لأنه بالفعل اختار أن يجعل من منصبه فرصة لكتابة قصة نجاح جديدة لشركة النيل، قصة تُعيد للشركة بريقها وتفتح أمامها أبواب المستقبل، بما يليق بتاريخها ويخدم هدفها ويجعل من أسمها هدفاً نبيلاً للتنمية، فلطالما تغنى المصريون بالنيل لأنه سبباً في حياتهم ومعيشتهم، فلماذا لا يتغنى قطاع البترول بشركة تحمل نفس الإسم لتنمي وتحدث الفارق فى الجنوب .

وفي النهاية، قد تتشابه الأسماء وتتعاقب المناصب، لكن التاريخ لا يتوقف إلا أمام من امتلكوا الشجاعة وصنعوا العمل الحقيقي، ومن الواضح أن اسم إبراهيم موافي بدأ بالفعل يكتب في هذه الصفحة المضيئة من تاريخ “النيل لتسويق البترول”.
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط