الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 الموافق 22 ربيع الثاني 1447

لماذا لم يتواجد الوزير ورئيس الهيئة في شرم الشيخ؟

945
المستقبل اليوم

الظاهرة العالمية التي حدثت بالأمس في شرم الشيخ هي حدث دولي غير مسبوق. تجمع هائل من رؤساء الدول العظمى والكبرى بوفود رفيعة المستوى استضافتهم مصر لتوقيع وثيقة سلام في الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي أُثخنت بالجراح والآلام جراء الحروب. لا تهدأ هذه المنطقة أبداً وتظل دوماً بؤرة صراع استراتيجي وعرقي وديني ما دامت الدنيا قائمة.

ولكن نظرتنا إلى هذا الموضوع سوف تبتعد قليلاً عن التحليل السياسي الذي أسهب فيه المئات وربما الآلاف من المحللين ووكالات الأنباء والبرامج، لنركز على التعامل اللوجيستي مع هذا الكم الهائل من السيارات والطائرات التي حطّت دفعة واحدة في هذه المدينة لتكون جاهزة لاستقبال هؤلاء الزعماء ومرافقيهم.

وهذه السيارات بالطبع تتطلب أنواعاً من الوقود تختلف في مواصفاتها بكل تأكيد عن المتداول في السوق المحلي. كذلك وقود الطائرات اللازم لكل هذه الوفود التي وصلت متتابعة وخلال فترة متقاربة، مما يجعل من عملية تزويدها بالوقود تحدياً بالغ الصعوبة. هذا علاوة على الكم الهائل من سيارات المسؤولين المصريين وأطقم العمل والحراسات والتأمين التابعة لجهات أخرى.

الخلاصة أن المدينة احتاجت إلى كميات هائلة من الوقود لتغطية كافة هذه الاحتياجات في وقت واحد، وبالطبع بمواصفات عالمية. وهذا دور كبير لعبه بلا شك قطاع البترول حتى ينجح في تأمين تلك الاحتياجات مع افتراض وجود أرصدة احتياطية بكل تأكيد.

هذا الدور الرائع بالتأكيد عملت عليه الوزارة وهيئة البترول بجدية متناهية، لأن هذه المناسبات لا تحتمل الأخطاء ولا أنصاف الحلول. وكنا نعتقد أن هذه المسؤولية الجسيمة كانت تتطلب وجود وزير البترول ورئيس الهيئة على رأس هذه الأحداث لمتابعة الموقف عن كثب والعمل على حل أي مشاكل أو ظروف طارئة.

ولكن الملاحظ أن الوزير كان في مهمة خارج البلاد، بينما تواجد رئيس الهيئة في اجتماع مع رؤساء الشركات بالقاهرة. يبدو أنه كان هناك نوع من الثقة اللامحدودة بالقائمين على إدارة التجارة الداخلية والعمليات بالوزارة، وأن كل شيء قد تم تدبيره والتنسيق له، ولم تكن هناك حاجة لوجود قيادات بترولية في هذا الحدث العالمي الخطير.

عموماً، مرّ اليوم بسلام وبتنظيم رائع، ونجزم أن قطاع البترول كان الجندي المجهول في هذا المهرجان الكبير، وهو ما يتطلب بالفعل تقريراً تسجيلياً يصدر عن الوزارة لكل التدابير التي اتُّخذت لتأمين هذه التظاهرة، ليعلم الناس قوة القطاع بالفعل ودوره في أمور الحياة الصعبة. وهو التقرير الذي سيكون له مردود أكبر بكثير من تلك التقارير النظرية والعلمية التي لا تهم كثيراً من الناس.

ويظل السؤال بلا إجابة: هل كان تواجد الوزير أو رئيس الهيئة البترولية في شرم الشيخ لازماً بالفعل؟ أم أن هناك غرفة عمليات كانت المسؤولة؟

المستقبل البترولي ✅




تم نسخ الرابط