الخميس 06 نوفمبر 2025 الموافق 15 جمادى الأولى 1447

زيارات الوزير ومناشدات العاملين..وفي الإعادة إفادة

1307
المستقبل اليوم

المتابع الجيد لأسلوب زيارات الوزير لشركات البترول على اختلاف أنشطتها، يجب عليه أن يلاحظ شكلها قبل مضمونها.
فالشكل العام لهذه الزيارات أنها تأتي في الصباح الباكر وبدون انتظار، وغالبًا ما يكون المسؤولون الكبار في الشركة لم يصلوا بعد إلى أماكن عملهم، وهو ما لا يمثل غضاضة لدى الوزير، بل ربما يراه فرصة مناسبة للحوار مع العاملين البسطاء المتواجدين عادة في هذا الوقت المبكر، للسؤال عن أحوالهم ومشكلاتهم وصعوباتهم التي لا يستطيعون البوح بها أمام قيادات الشركة.

أما الملاحظة الثانية، فهي تتعلق بنوعية الشركات التي يقع عليها الاختيار في جدول الزيارات، ويبدو جليًا أنها تلك الشركات التي يخرج منها أنين مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من العاملين بها، وهو ما يعكس وجود متابعة دقيقة لهذا الجانب الهام من الرأي العام وما يصدر عنه من شكاوى واستغاثات.

والملاحظة الثالثة تتعلق بطبيعة المرافقين في كل زيارة ومناصبهم، إذ تُرسم من خلالها ملامح الزيارة وأسبابها الحقيقية، والتي لا تُفصح عنها عادة البيانات الرسمية أو تعليقات العاملين وتخميناتهم. لذلك، لا يجب أخذ تفاصيل الزيارة على ظاهرها، فبالتأكيد هناك أسباب موضوعية لإجرائها بهذا الشكل وبهذه النوعية من المرافقين.

فلكل شركة ظروفها ومشكلاتها وعمق تأثيرها الذي يجعلها تتقدم أو تتأخر في جدول الزيارات المزدحم، وهو التوجه الجديد الذي يعمل عليه الوزير الحالي. ولا شك أنه نمط مختلف من المتابعة يهدف إلى بث الحيوية في الأداء الإداري والفني داخل الشركات.

أما الجديد فعلاً، فهو أن شكل مناشدات العاملين تغيّر بشكل ملحوظ، إذ اتجهت مطالب مختلف فئاتهم نحو الدعوة لتسريع زيارات الوزير لشركاتهم، وهو ما يعبر عن تحول نوعي في العلاقة بين العامل البسيط والسلطة المختصة، بظهور نوع جديد من الثقة في قيادات الوزارة، بعد أن كان يُصوَّر لهم سابقًا أن الوزارة “بعبع مخيف”.
فأصبحت هذه الزيارات اليوم مطلبًا عامًا تمثل فرصة للإنقاذ أو التغيير أو كشف الحقائق التي يصعب الإفصاح عنها بسهولة، وهو نمط جديد نراه بوضوح.

وعلى العموم، أصبح الشكل العام واضحًا للجميع: صباح العمل في قطاع البترول يبدأ في الثامنة تمامًا، وهذه أول إشارة جادة من السلطة المختصة لإعادة الالتزام بهذا الموعد القديم الذي استمر لعشرات السنين.

كما باتت كل الشركات بلا استثناء مرشحة لتكون المحطة القادمة في جدول الزيارات، دون توقعات أو تخمينات.

وبهذا، يصح القول: إن في الإعادة إفادة، ولا مجال بعد اليوم لأي أعذار.




تم نسخ الرابط