شخصيات…مجدي جلال ومفوضية الغاز
ملف الطاقة في مصر وعلي رأسه انتاج الغاز واستخداماته يظل من اكتر الملفات الوطنية صعوبة وتعقيداً . نحن مجتمع كبير و احتياجاتنا من الطاقة تتزايد عام بعد الاخر وتزايد عملية الاستيراد تضعنا في موقف صعب اقتصادياً . واذا كنا اقترحنا ان تكون لصناعة الغاز مفوضية عليا تقوم بالتنسيق و دراسة السوق العالمي وتوجهات الاستثمار في ظل الظروف السياسية المتشابكة فلن تجد من يستطيع القيام علي كل هذا سوي قيادة هادئة لها باع كبير من الخبرة والحنكة في صناعة الغاز مثل دكتور مهندس (مجدي جلال) . تلك الشخصية التي كان لها تأثير كبير على هذه الصناعة الهامة وعاصر كل الانجازات الكبرى والتحديات التي واجهته خلال ترأسه لأكبر مؤسسة للغاز في مصر .
لا يمكن ان تختصر شخصيه مجدي جلال في كونه كان عضواً منتدباً للشركة القابضة للغاز ولكن هذه الشخصية تتسع للكثير والكثير من مفردات العمل الفني والاقتصادي والسياسي لتلك الصناعة الهامة . هو واحد من القلائل الذي يمكن ان تستمع اليه جيداً علي الرغم من تحفظه البالغ تجاه ايه تصريحات فهو يجيد العمل بهدوء وعمله اكبر كثيراً من كلامه . هو خريج مدرسة كبيرة روادها من الكبار الذين كانوا من اوائل صناعة البترول المصري وهذا ليس بالشيء الهين فمدرسة "البنبي وعياد ومحي بهجت وشامل حمدي و الابياري" وغيرهم مدرسه عريقه لن تتكرر .
نحن نحتاج الي (مجدي جلال) في هذه الظروف الصعبة ليحدث التوازن بين العمل التطبيقي والفني وبين الالتزامات التشريعية والقانونية والتوجهات الاستثمارية والسياسية المعقده . لن تجد مثل هذا الرجل ليقوم علي هذا الدور الحيوي الصعب والذي سيحدث نقله نوعية كبيرة في الفكر واليات العمل في قطاع الغاز . لم تعد صناعة البترول والغاز مجرد جهاز حفر او منطقة معالجة او مشروع تصنيع للمنتجات ولكنها اصبحت صناعة تتأثر بعوامل اخرى كثيرة سياسية واقتصادية يجب التعامل معها بكل دقة حتى تزدهر وتؤتي اكلها . نحن نحتاج بالفعل لهؤلاء الرواد الذين سطرو الكثير من النجاحات بهدوء وفي صمت وبلا ضجيج . لا يمكن ان نفقد مثل هذه القامات الكبيرة ونحن في امس الحاجه اليهم والي فكرهم و خبرتهم .
ولا نزال عند رأينا بأن (مجدي جلال) يستطيع بالفعل احداث تلك النقله و تطوير شكل التعامل مع الظروف الحاليه ويكون ساعداً قوياً لقيادات البترول الجدد بما يمتلكه من خبره عميقة و علاقات وثيقة مع كافة قيادات صناعة الغاز الحاليين وعلي رأسهم المهندس يس محمد الذي يقوم علي دور فني كبير يحسب له بكل هدوء و وعي اداري وعملي مضبوط . استكمال تلك الحلقه من القيادات اصبح واجب وطني لا مجرد اقتراح او حديث عابر .
ونحن من هذا المنبر لا نجد سوي الدافع الوطني نبعاً لكل ما نقترحه او نطالب به . تمنياتنا ان يجد رأينا أذاناً صاغيه وان نعمل صوت العقل والمنطق وان نتجه الي الهدف مباشره لأن عامل الوقت اصبح اكثر اهميه من ذي قبل ونحن نسابق الزمن والاحداث لتأمين احتياجات البلاد و وضع استراتيجية جديده مرنه تجعلنا قادرين علي الاستمرار واستدامة الامدادات فذلك من اهم محددات الامن القومي المصري . والسلام ،،
#سقراط