الجمعة 31 يناير 2025 الموافق 01 شعبان 1446

د جمال القليوبي يكتب: قد يظهر حقل ظهر أخر في المتوسط ....قريباً

701
د جمال القليوبي
د جمال القليوبي

قد يسال الكثير من عوام الناس او حتى المتخصصين في علم هندسة خزانات الغاز الطبيعي عن إمكانية الحصول على استكشاف جديد يوازي او يقل شيئا عن الحجم الكمي من احتياطيات الغاز الموجودة لدي حقل ظهر والذي اكتشفته شركة ايني الإيطالية عام 2015 وقامت على عملية التنمية والتطوير شركة بترول بلاعيم سينا (بتروبل) وهي تمثل الشراكة بين ايني الإيطالية والهيئة العامة المصرية للبترول في حقول ابوروديس وكذلك الشركة القابضة للغاز الطبيعي ممثلا في مناطق إنتاجية الغاز في البحر المتوسط ودلتا نهر النيل , ومنذ ان بدات عملية الحفر لأول بئر استكشافي في المياه الاقتصادية المفتوحة لم يكون التوقع ان تكون كميات الاحتياطي من الاختبارات الأولية في ان تصل الي حوالي 28 ترليون قدم مكعب طبقا لمستويات المسح السيزمي لمسافة الطبقة وكذلك تخمين السمك لتلك الطبقة التي تحمل الغاز وعلية تم تعيين المحتوي الحجمي لتلك الطبقة كإحصائية اوليه.

وغير ان البئر الاخر الذي تم حفره لوضع صور أكثر ايضاحا عن الاحتياطي لهذا الحقل والتي  خلقت مفاجأة  لدي صانع القرار في ان هذا الاحتياطي هو طوق النجاة لدولة مصر للخروج من ازمة استيراد كميات الغاز اللازمة للكهرباء وبقية الاحتياجات اليومية في الدولة  ولذا اقتضي التعجيل بحفر الابار التنموية التالية بعد الاكتشاف لبئر ظهر-1 وكذلك البحث عن اسرع الحلول لتسهيلات الإنتاج والتي كنت من اكبر الصعوبات عام 2016 نظرا لأنها تحتاج تكاليف مالية باهظة وكذلك صعوبة الجدول الزمني لتصنيع رؤوس الابار وكذلك الرصيف البحري المجمع للغاز قبل الوصول الي البر واكثر من ذلك تكنولوجيا تجميع الابار علي قاع البحر لعمق يصل الي 1450متر ومد خط الإنتاج علي قاع البحر لمسافة 213 كيلو متر مرورا بكثير من الصعوبات من نقطة التجميع الي الرصيف البحر ثم الي محطة الاستقبال علي الشط .

 

ان نجاح منظومة الدولة المصرية والشراكة مع ايني الإيطالية من بداية مرحلة الاستكشاف الي الوصول بإنتاجية اقتصادية وصلت في اقل من 3 سنوات الي انتاج 3.8 مليار قدم مكعب يومي من حقل ظهر بينما كان الإنتاج الكلي المصري عام 2015 حوالي 3.9 مليار قدم مكعب أي ان دخول  حقل ظهرالي الإنتاج وصل الي 100% زيادة  , ولذا كانت الطموحات لكل الشركات العالمية في مصرفي ان تشارك في حلقة النجاح العالمية علي الأرض المصرية والتي تجعل من تلك الشركات أسماء رنانة في البورصات العالمية وانفتاحيه في الانتشار دوليا والسبيل الي فتح الأبواب المغلقة في دول كثيرة منعت دول تلك الشركات .

ومنذ ان نجحت خريطة علم الطبقات (ستراتوجرفي) في الفوز بهذا الكم من الاحتياطي للغاز الطبيعي الجاف في مناطق شمال شرقي المتوسط اصبح الشغل الشاغل لدي الشركات العالمية التي لديها قطع امتيازات في  دول شمال شرق حوض البحر المتوسط هو السعي للوصول لمثل تلك الطبقة التي انتج منها حقل ظهر , هنا اذهب مستبحر بعض الشيء في معرفة نوعية الطبقة الحاوية المتواجدة في ظهر والتي تسمي في العصر الجيولوجي الطباشيري والذي وصل في تكوينه الي اكثر من 65 مليون سنه للوصول للمكامن من الهيدروكربونات ويظهر هذا  الرصيف الحجر الجيري  الممتد علي مساحات شاسعه من شواطئ المياه الضحلة وكذلك امتداد الحوض الرسوبي لدلتا نهر النيل في الاتجاه الشمالي الشرقي الممتد في مناطق المياه الاقتصادية حتي عمق 2500 متر امام العريش وبورسعيد ودمياط  وكذلك المياه العميقة لعمق 1650 متر امام إسرائيل وبيروت و قبرص واليونان  وكذلك علي امتداد شرق المتوسط في عمق مياه ضحلة حوالي -150- 120 متر وصولا امام شاطئ العريش في مصر وشاطئ غزة بفلسطين المحتلة واشدود  بإسرائيل والبلوك 29 جنوب لبنان والبلوك 10 امام بيروت وشواطئ قبرص والجزر اليونانية .

ويظهر التركيب من الحجر الجيري والذي يحتوي بداخلة على فجوات (فاجيز) لتراكمات من الغاز المعزولة عن بعضها والتي تمثل تكوين حجمي غير متوقع مردود بالحسابات من المسح السيزمي حتى الثلاثي الابعاد نظرا لعدم تحديد التجويف الهيكلي او الشكلي، وتعتبر هذه النوعية من الخزانات التي لم تكن لها مثيل حتى وقتنا الحالي نظرا لحساسيه التعامل في تقنيات عمليات حفر لتلك الابار وكذلك القدرات المحسوبة من قيم الضغوط وكميات الإنتاج اليومي لكل بئر على حدي.

ان الذهاب الي زياد توجيه الشركات العالمية التي تعمل في البحث والتنقيب والاستكشاف في مياه البحر المتوسط عن أماكن تواجد رصيف الحجر الجيري (او مثيل طبقه حقل ظهر) كهدف رئيسي في كل تقييمات المناطق الاستكشافية القادمة ولو حتى إعطاء نوع من النصيحة الجيولوجية او التقييمية التي قد تكون إيجابية في أي من الابار البحثية القادمة كإضافة الي الهدف الرئيسي والمتضمن للدراسة التي صمم عليها هدف البئر الاستكشافي وكما يريد الشريك الاجنبي.

ان طموحات البحث والتنقيب والاستكشافات الاقتصادية العملاقة في البحر المتوسط والتي نجحت فيها شركة ايني الإيطالية في مصر هي أكبر دليل علي ان هناك أسس ودراسات شبه مؤكدة على ان الطبقات المثيلة لحقل ظهر مازالت موجود ولذلك فان المحاولات المتوالية في أبار نور ونجم وثوريا واوريون الاستكشافية والتي لطالما تزيد من حجم وثقل التقييم والدراسة المستفيضة من بئر الي أخر سوف تؤل حتما الي الوصول الي نجاحات ولو بعد حين ونذهب الي اكتشاف أخر من الاكتشافات الاقتصادية العملاقة مثال حقل ظهر الجديد ..... والي تكمله قادمة




تم نسخ الرابط