مجرد رأي…زمن العجائب والمنغصات وتوديع الروتين
لا انكر ان الليلة الفائتة كانت من اكثر الليالي صعوبة بما حفلت به من اخبار واحداث . تغيرات في المواقف ودول تنهار وشعوب مشتتة واخرى تحتفل واخرين تحالفوا بعدخصام وارتفاع هائل في (اسعار البترول) بعد ان كانت تعاني من انخفاضات متتالية وتوجهات استعمارية تطل من جديد تهدف الي اعادة رسم خريطة المنطقة بما يحققمصالحهم و احياء النعرات الدينية والاتجاهات العقائدية القديمة . ما نراه حولنا فيعديد من البلدان العربية مذهل بمعنى الكلمة و يثير اي نفس بشرية ضد الظلم والتجبر مهما كانت الظروف، ويثير الدهشة من اتساع رقعة الفوضي بهذا الشكلالمذهل وفي اوقات متلاحقة تشعر انها مخطط لها بعناية .
بلادنا اصبحت محاصرة بتحديات لم نري لها مثيل من قبل . كانت مشاكل الجنوبوالغرب يمثلان عناصر ضاغطة وهاهو الشرق ينضم اليها من اتجاه غزة وحتى الشام . لن يجدي نفعاً مع مثل هذه المشاكل البكاء علي اللبن المسكوب ولكن يلزمها الجديةفي العمل واليقظة لكل التحولات والتغيرات التي تموج من حولنا . ما يهمنا هنا هو تأثير ارتفاع اسعار البترول الى مستوى يقارب التسعين دولار وهو ما يمثل عنصراًضاغطاً على الدولة كلها في مثل هذه الظروف الحساسة . واذا كان قطاع البترول لايغطي الا حوالي ٤٠٪ من احتياجاتنا اليومية فيجب على الجميع ان يدرك عمق المشكلةفي تكلفة استيراد المتبقي . وهنا يكمن مغزى الجدية الذي اشرنا اليه واعني به ما علىقطاع البترول تنفيذه في اسرع وقت ممكن و ضرورة التركيز على (العمل الداخلي) منخلال كل شركات الانتاج بلا تفرقة .
يجب ان توضع خطة استراتيجية سريعة لعملية إصلاح الابار المتوقفة في كل حقولمصر وان تتدخل الهيئة والقوابض في تحديد خطة عمل وجدول زمني واضح لعملاجهزة الحفر والاصلاح بالتكليف المباشر وذلك حتي نخرج من دائرة الاجراءات التي لاتنتهي لاستئجار جهاز . و كذلك عمل عقد موحد لكل خدمة من خدمات الاصلاح تحددفيه سعر استرشادي لكل منها مما يتيح للشركات ان تتعاقد او تستخدم اي شركة تقدمهذه الخدمة بالامر المباشر حتى نختصر وقت العمليات قدر الامكان .
يجب ان نتفاعل مع الاحداث بخطط عمل واجراءات سريعة وان ندرك ان سلامة هذاالبلد تأتي في المقام الاول وان تعظيم الانتاج البترولي هو احد مقومات سلامة الجبهةالداخلية ومحدد هام للأمن القومي .
اعتقد ان رسالتنا واضحة وتحتاج الي تركيز عميق وسريع فلا وقت لروتينيات العملالمعتاد حتي نتخطى هذه المرحلة الشائكة .كل برميل نستطيع زيادته هو امانة فياعناقنا، ويجب علينا ان نؤديها ولن تجد من هم اكثر وطنية من العاملين بقطاع البترول.والسلام ،،