مجرد رأي…حصاد عام صعب
بعد ساعات ينتهي عام كان صعباً وملئ بالاحداث وستظل تأثيراته تسير معنا في رحلتنا مع العام الجديد . لم يكن عامنا هذا من الاعوام العادية او التي مرت علينا مرور الكرام فالبلاد تحوطها الحروب من كل جانب واستقبلت ملايين اللاجئين من دول متعددة واثر ذلك علي مستويات الاستهلاك والاسعار . ولم تمر شهوره الاولى الا وقد فوجئنا بمواجهة انخفاض انتاج الغاز المحلي وتأثيره على خدمة توليد الكهرباء والتي سببت غضباً عارماً انتهى الي تغيير الحكومة بأكملها وفي مقدمتهم وزيري البترول والكهرباء ومجئ وزير جديد للبترول خارج التوقعات والترشيحات، وكان هذا الاختيار تنبيهاً حاداً ودرساً قاسياً لكافة قيادات البترول .
حاولنا خلال العام إلقاء الضوء علي كثير من المفاهيم السائدة بقطاع البترول ، نجحنا في بعضها وعلى رأسها ما اشارت اليه قناة حكاوي علام من ضرورة تغيير قانون هيئة الثروة المعدنية لتكون هيئة اقتصادية لا خدمية وكنا اول من ابرز هذا التعريف الهام وبالفعل سيصدر القانون الجديد لها بهذه الصيغة الجديدة ، بينما لا تزال بعض المفاهيم التاريخية الاخرى ثابتة وراسخة تتحدى اي مطالبة بالتغيير والتطوير .
حظيت رئاسة الهيئة بالتغيير وكنا اول من اشار الى اهمية ذلك من واقع معطيات العمل وكان الاختيار الجديد موفق لحد بعيد وانتعشت وتيرة العمل بالهيئة وبدأت تدخل مرحلة جديدة من التوافق الفني والفكري مع الشركات . لم تحظ رئاسة الشركات بقدر وافر من التغيير لأسباب غير معلومة علي الرغم من وجود ملاحظات كثيرة ومتنوعة على مستويات الاداء والتصرفات الشخصية للعديد منهم ومازال الامل معقوداً على ان تجري حركة واسعة تعيد للشركات حيويتها وقدرتها علي التعامل مع المتغيرات التي نعيشها .
خلال هذا العام عقد مؤتمر للثروة المعدنية ومؤتمر البحر المتوسط ولم نرى حتى الأن اي مخرجات لتلك المناسبات التي تكلفت الكثير وان كان لا يمكن انكار الجهد المبذول لتطوير نشاط الثروة المعدنية تحديداً .
لم يخل هذا العام من الحوادث والفواجع ولكن الدأب واستمرار التركيز علي الاهتمام بشئون السلامة يعطي الامل في الوصول الي الهدف (صفر حوادث) و هو ما نأمله خلال العام الجديد .
مازلنا ننتظر اخبار عن اكتشافات تعيد الينا بعض من التوازن الذي فقدناه خلال هذا العام حيث رجحت كفة الاستيراد بشكل كبير ومؤلم . ربما تحمل بعض الابار التي تخضع حالياً للحفر في رحمها ما قد يجعل بدايات العام الجديد مشرقة وليست كسابقه وتزيح عن كاهل هذا البلد بعضاً من تكلفة الاستيراد الهائلة .
رحلت عن عالمنا شخصيات وظهرت في افق الاحداث شخصيات جديده تحاول فرض رؤيتها واختفت اخري كانت ملئ السمع والبصر وانتهي مسار كثير من القيادات المخضرمة التي كان لها باع كبير في قطاع البترول واشتعلت وتيرة تكليف (معاونين) لقيادات القطاع في ظاهرة نراها لأول مرة والايام هي من ستحدد مدي نجاح هذه التجربة .
حظي هذا العام بإعاده الاحتفال (بعيد البترول) بعد سنوات طويلة من التوقف و لم يكن الاحتفال علامة رئيسية على الطريق و كان لتوقيت انعقاده في ظروف صعبة هي السبب الرئيسي لذلك .
لم يستطع سقراط تحديد (شخصية العام) بشكل قطعي ولكننا قمنا بمراجعة الاحداث فوجدنا ان المهندس (يس محمد) رئيس إيجاس واللواء (عمرو الشربيني) مساعد الامن بهيئه البترول يتنافسان بقوة علي هذا المركز فكلاهما نجح في تحقيق معايير الاداء و الامان داخل هذا القطاع واتسم عملهم بالهدوء والاتزان لتحقيق اهداف محدده وانعكس دورهم بشكل ايجابي فعال علي حركته والامر مطروح بينكم للترجيح ، ولا ننكر ان الرئيس التنفيذي الجديد للهيئه سيدخل هذا السباق بشكل قوي خلال العام الجديد . للأسف اختفي نواب الهيئة والقوابض من السباق بشكل مثير للدهشة و يبدو ان لياقتهم لا تسمح لهم بدخول مثل تلك السباقات .
تصدرت ادارة المشروعات بالشركات قائمه انشط الادارات لهذا العام بصفة عامة وجاءت ادارات السلامة للأسف في ذيل القائمة ومن اقلها حيوية وتأثيراً .
تربعت شركتي جابكو والعامه للبترول علي قمه قائمة الشركات في تطور الانتاج واضافه موارد جديده للأحتياطي بمناطقهم .
وكالة الوزارة مازال بها رجالات يعملون في صمت ولهم باع كبير في ضبط موازين العمل والحركة في مجالات استراتيجيه هامة ويأتي علي رأسهم المحاسب (احمد راندي) والمهندس (محمود ناجي) .
كان عاماً ملئ بالاحداث والمفاجآت بالفعل و يظل الامل قائماً في الافضل مادام هناك حياة . وكل عام وانتم جميعاً طيبين . والسلام ،،