الخميس 19 يونيو 2025 الموافق 23 ذو الحجة 1446

د محمد عبدالهادي يكتب: سيناريوهات الحرب وأسعار البترول

201
د محمد عبدالهادي
د محمد عبدالهادي

هزت الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران والضربات الصاروخية الباليستية العكسية أسواق البترول والإقتصاد العالمى .فالصناعات العالمية مثل البترول (والتى تحرك إقتصاديات الدول العظمى وتمس أمن الطاقة لها) تتأثربالتوترات الجيوسياسية وبعلاقات الدول ببعضها وخططها المستقبلية وطموحاتها.

-فقد إنخفضت الأسعار قبل ذلك متأثرة بالتعريفات الجمركية الأمريكية والتى طالت تقريبا دول العالم أجمع(أكثر من 200 دولة).فإنخفضت الأسعار من 82 دولارإلى 65 دولار للبرميل.وإستقرت قليلا حول هذا المستوى ولكنها عادت للإرتفاع إلى 75 دولارمع زيادة حدة الصراع فى الشرق الأوسط.

-فإيران دولة منتجة للبترول (تقريبا 3.5 مليون برميل يوميا وتصدر ما يقرب من 2 مليون برميل) وأشهر حقول النفط لديها هى حقل بارس والذى يمثل مايقرب من (20% من إحتياطيات الغاز القابلة للإستخراج فى العالم) كما أنها تطل على الخليج العربى ومضيق هرمز (والذى تمر منه 20% من الإحتياجات الدولية من الطاقة و25% من إحتياجات الغاز المسال عالميا وحجم تجارة تريليون دولار سنويا).

-كما أن إسرائيل دخلت قى إنتاج الغاز مؤخرا ويقدر حجمه (3 مليارات قدم مكعب يوميا وأشهر حقولها ليفاثيان 1.2 مليار قدم مكعب يوميا وتمار 1.1 مليار قدم مكعب يوميا وكاريش )ولديها خلاف أيدولوجى مع إيران كما تخشى من البرنامج النووى الإيرانى المدعوم من القدرات النفطية الكبيرة لديها ولذلك إشتعلت الحرب بينهما.

توجد عدة سيناريوهات لهذا الصراع

أولا:- ضربات محدودة تستمر لعدة أيام وتدقع لإرتفاع الأسعاركما حدث من 65 دولار إلى 85 دولار.

ثانيا:- ضربات متواصلة ومستمرة لتأخيرالبرنامج النووى وضرب منشأة فوردو الإيرانية النووية والتأثير على قدرات إيران النفطية مثلما ضٌرِب حقل بارس الجنوبى الإيرانى وهو ما سيزيد من المدة الزمنية وبالتالى المزيد من إرتفاع الأسعارلأقل من 100 دولار.

ثالثا:-حرب شاملة لتدميرالبرنامج النووى الإيرانى وإسقاط النظام يستخدم فيها الجميع ما لدية من أسلحة وأوراق ضغط وهنا قد تتدخل أطراف دولية تدعم كلا الجانبين وقد تشتعل جبهات جديدة وهو ما قد يؤدى إلى إيقاف كامل لتصدير النفط الإيرانى وغلق مضيق هرمز (يبلغ عرضه 40-50 Km ويمر منه 20% من حجم النفط العالمى) وأزمة كبيرة وإرتفعات جنونية فوق 100 دولار وستزيد فى سيناريوهات أكثر تشائما.

نأمل أن لا نصل لهذا السيناريو الأخير لتداعياته الخطيرة على المنطقة كلها من عدم إستقرار وسلبيات على أمن الطاقة العالمى والتى ستستمر طويلا فيترنح الإقتصاد وتحترق جغرافيا المنطفة.

جهود كبيرة بذلت من القيادة والدولة المصرية وقطاع البترول المصرى لتوفير الإحتياجات الضرورية من الطاقة وتأمينها.ومنها العمل على دفع مستحقات الشركاء الأجانب مما دفع لزبادة أنشطة الإستكشاف والحفر والإنتاج وهو ما أدى إلى الإكتشافات الأخيره والزيادات بحقول الصحراء الغربية والمزيد قادم إن شاء الله.

زيادة التعاقد على شحنات الغاز المسال لتوفير الكميات اللازمة للإستهلاك المحلى المصرى للغاز بلا إنقطاع ولمحطات الطافة الكهربائية (60 % منها تعمل بالغاز الطبيعى).

وأيضا زيادة عدد السفن التى تعمل فى أستقبال الغاز المسال إلى ثلاثة(بدلا من واحدة العام الماضى ) Energous,Hoegh Galleon وتحويلة لغاز لضخة فى الشبكة القومية للغاز  (Floating storage regasification units ) FSRU- مما يسمح بضخ كميات أكبر تصل إلى 2.25 مليار قدم مكعب يوميا للشبكة القومية للغاز.

وكذلك التوزيع فى أماكن السفن بين موانىء الإسكندرية والسخنه مما بعطى قدرة أكبر للمناورة وإستقبال الإمدادات من شحنات الغاز وضخها من مختلف المصادر فى البحرالمتوسط والأحمر.

-كل هذه الجهود الجبارة من الدوله المصرية وقطاع البترول المصرى المَدرُوسة والتى تم التخطيط لها بجداول زمنية محددة للتنفيذ قد أدت إلى توفير الطاقة اللازمة للإ قتصادى المصرى(رغم إحتدام الصراع فى الشرق الأوسط ) وتأمينها مع إستمرار عمليات الضخ فى الشبكة القومية للغاز وتجنب السيناريو الأسوأ من إنقطاع أوتوقف الإمدادات من الشرق والأثار السلبية لذلك على الإقتصاد المصرى.

 

 

 




تم نسخ الرابط