الأربعاء 12 فبراير 2025 الموافق 13 شعبان 1446

شخصيات..محمد عاطف وسر نجاح ميدور

1208
د محمد عاطف
د محمد عاطف

خلال الفترة الماضية ومنذ أن تولى المهندس كريم بدوي حقيبة وزارة البترول ، وكثُر الحديث عن الدكتور محمد عاطف نائب رئيس شركة ميدور للأمانة العامة وتشغيل المعمل ، ربما بزغ إسم الدكتور محمد عاطف ، مع تولي شقيقه الدكتور معتز عاطف مدير مكتب الوزير والمكتب الفني ، وربط البعض الإسمين بأن كلاهما يستمد قوته من الأخر ، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً ، وإذا كان من أحدٍ يستمد هذه القوة من الأخر ، فإن الدكتور محمد عاطف مقدماً عن من سواه .

منذ سنوات عاصرت فيها قطاع البترول، لم ارى الدكتور محمد عاطف إلا متوارياً بعيداً عن الأضواء ، هو يعمل فقط ، لا يحب الظهور ، وإن ظهر فيكون ذلك في المناسبات العامة فقط ، هو يتحاشى ان يزج بإسمه في أي شيء ، ثقافة تعلمها وأجادها منذ ان عمل مع الرعيل الأول لقطاع البترول ، فقد عاصر السابقون الاولون من البنائين للقطاع والمنجزين له ، وهذا ما شكل شخصيته واصقل خبراته وجعله صلباً في وجه أمواج عاتية كادت في وقت ما أن تعصف به.

ثمة أمر لابد من الاعتراف به ، وقد كتبته سابقاً عديداً من المرات ، وهو ان الدكتور محمد عاطف يملك من المؤهلات والخبرات الإدارية وحتى الفنية ما يؤهله لأن يتولى رئاسة ميدور وغيرها ، هو يحفظ كل ركن فيها ، يعرف متى وأين وكيف تحولت الأرض الصحراء الجرداء لأيقونة التكرير فى الشرق الأوسط ، هو حكاء عن كل إنجاز ويحفظه عن ظهر قلب ، لكنه سرعان ما يتوارى ويلتزم الصمت .

عمل الدكتور محمد عاطف ، مع الراحل حسين سالم ، وعاصر وجود إسرائيل فى المعمل ، وعمل مع المهندس سامح فهمي والمهندس محمود نظيم ومدحت يوسف وعلي فضة ومحمد عبدالعزيز وجمال القرعيش وسيد الراوي وصلاح جابر و عمرو لطفي ، وبهذا يكون محمد عاطف هو الوصلة والبوصلة بين القديم والجديد ، استفاد بخبرات الماضي ، ونقلها للحاضر ليكون بذلك أكثر فائدةً للمستقبل .

لقد غير الدكتور محمد عاطف من مفهوم الأمانة العامة ، كونها إدارة نمطية لا عمل لها سوى متابعة اعمال مجلس الإدارة ، وبفضله اضحت خلية نحل ملتصقة بالأمور الفنية والإدارية والمحاسبية على حدٍ سواء ، فبات هو وحده مدرسة يحكي الناس عنها كثيراً وكلهم امل في تكرارها .

لا شك أن البعض يرى في الدكتور محمد عاطف إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، تجسد ذلك في صموده أمام تيار التغيير الذي طالب كثيراً بنقله وغيابه عن ميدور ، بينما يرى تيار انا اناصره ، أن بقاء محمد عاطف هو الشيء الوحيد الذي يحفظ للشركة توازنها ، وهو الذي يعطي لها معنى في ظل حدثية العاملين بالشركة وعدم دارية الاغلبية منهم بحجم الإنجاز وعبقرية المكان ، وانه يشكل حلقة الوصل "كما قولت سابقاً "بين القديم والجديد وبين الحداثة والمعاصرة ، وبين جيل سبق وجيل حضر وجيل قادم .

وإذا ما تم تقييم تجربة الدكتور محمد عاطف في ميدور ، فلابد وأن نراها بعين منصفة بعيداةً عن الأهواء وبكل موضوعية ونقول: أنها تجربة لابد وأن تدرس ، تجربة فريدة لم اراها في قطاع البترول في الوقت الحديث ، تجربة تستحق أن تُعمم في وقتٍ نحتاج فيه لكل ما هو قديم ولديه خبرات الماضي والحاضر ، ولم يخطيء الزميل سيد غنيم عندما قال : أن وجود محمد عاطف هو سر نجاح أي رئيس شركة ، فهو بالفعل الوتد الذي يقبع فى المنتصف،، والسلام.

#سقراط




تم نسخ الرابط